نعم ذكره الذهبي في الميزان، فقال:
( منصور بن يزيد حدث عنه محمد بن المغيرة، في فضل رجب، لا يعرف والخبر باطل). ثم ساقه من طريق السلفي بإسناده إلى جعفر بن أحمد بن فارس، بسنده المتقدم.
قلت:
وقوله منصور بن يزيد، بزيادة ياء مثناة من تحت في أوله، وهم. وإنما هو زيد، بفتح الزاي، كما تضافرت بذلك الروايات. ولم ينفرد محمد بن المغيرة عن برواية ذلك بل روى عنه محمد بن روق ويعيش بن الجهم، وغيرهما، كما تقدم.
ثم قال الذهبي في الميزان:
(محمد بن المغيرة بن بسام يروي عن منصور بن يزيد، وعنه البخاري بإسناد نظيف إلى البخاري، يحدث: إن في الجنة نهرا يقال له: رجب... الحديث. وهو باطل).
قلت:
وفي الكامل لابن عدي : محمد بن المغيرة، عن أيوب بن سويد الرملي، كان يسرق الحديث وهو عندي ممن يضع الحديث، أه.
وفي ثقات ابن حبان: ( محمد بن المغيرة بن بسام الشهرزوري سكن أذنة، يروى عن إسحاق الأزرق، ويزيد بن هارون، حدثنا عنه عمر بن سنان، وغيره من شيوخنا، ربما أخطأ يعتبر حديثه إذا روى عنه الثقات ). أه.
وهذان عندي واحد، وإن كان الذهبي يفرق بينهما في الميزان، وتبين أن هذا ليس بحجة.
وأما شيخه فمجهول الحال. فالإسناد ضعيف في الجملة، لكن لا يتهيأ الحكم عليه بالوضع. والله أعلم.
وله طريق أخرى عن أنس:
رواه أبو عبد الله الحسين بن فتحوية عن عبد الله بن شنبة، عن سيف بن المبارك، عن عمر بن حميد القاضي عن كثير بن سليم، عن أنس. وفي إسناده مجاهيل. ووجدت له شاهدا إلا أنه باطل. فقرأت بخط الحافظ أبي طاهر السلفي:
أنبأنا الشيخ أبو البركات هبة الله ابن المبارك السقطي، أخبرنا أبو الغنائم الدجاجي، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي، حدثنا البغوي، حدثنا سويد، عن يحي بن أبي زائدة، عن عاصم بن أبي نضرة، عن أبيه عن أبي سعيد الخدري، مرفوعا:
" إن في الجنة نهرا يقال له: رجب، ماؤه الرحيق، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا، أعده الله لصوام رجب ".
Страница 12