Табсира
التبصرة
Издатель
دار الكتب العلمية
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
Место издания
بيروت - لبنان
بِطَرْفِهِ إِلَى مَا بَيْنَ يَدَيْهِ.
وَقَالَ الزَّجَّاجُ: رَافِعِي رُءُوسِهِمْ مُلْتَصِقَةٍ بِأَعْنَاقِهِمْ.
وَالثَّانِي: نَاكِسِي رُءُوسِهِمْ. قَالَهُ الْمُؤَرِّجُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طرفهم﴾ والمعنى: أن نظرهم إلى شيء واحد. قال الْحَسَنُ: وُجُوهُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى السَّمَاءِ لا يَنْظُرُ أَحَدٌ إِلَى أَحَدٍ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وأفئدتهم هواء﴾ فِي مَعْنَى الْكَلامِ قَوْلانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ الْقُلُوبَ خَرَجَتْ مِنْ مَوَاضِعِهَا، فَصَارَتْ فِي الْحَنَاجِرِ. رَوَاهُ عَطَاءٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَقَالَ قَتَادَةُ:
خَرَجَتْ مِنْ صُدُورِهِمْ فَنَشَبَتْ فِي حُلُوقِهِمْ ﴿وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ﴾ . أي ليس فيها شَيْءٌ.
وَالثَّانِي: أَنَّ أَفْئِدَتَهُمْ مُتَجَوِّفَةٌ لا تُغْنِي شَيْئًا مِنَ الْخَوْفِ. قَالَهُ الزَّجَّاجُ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَفْئِدَتُهُمْ جَوْفٌ لا عُقُولَ لَهَا. وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: مُتَجَوِّفَةٌ مِنَ الْخَوْفِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وأنذر الناس﴾ أي خوفهم ﴿يوم يأتيهم العذاب﴾ يَعْنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴿فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أخرنا إلى أجل قريب﴾ أَيْ أَمْهِلْنَا مُدَّةً يَسِيرَةً.
قَالَ مُقَاتِلٌ: سَأَلُوا الرجوع إلى الدنيا ﴿نجب دعوتك﴾ يَعْنُونَ التَّوْحِيدَ.
فَقَالَ لَهُمْ: ﴿أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ من قبل﴾ . أَيْ حَلَفْتُمْ بِالدُّنْيَا أَنَّكُمْ لا تُبْعَثُونَ.
﴿وَسَكَنْتُمْ في مساكن الذين ظلموا أنفسهم﴾ أَيْ نَزَلْتُمْ فِي أَمَاكِنِهِمْ وَقُرَاهُمْ، كَالْحِجْرِ وَمَدْيَنَ وَغَيْرِهِمَا مِنَ الْقُرَى الَّتِي عُرِفَتْ. وَمَعْنَى ظَلَمُوا أنفسهم: ضَرُّوهَا بِالْكُفْرِ وَالْمَعْصِيَةِ ﴿وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بهم﴾ أي حربناهم] . وَكَانَ يَنْبَغِي لَكُمْ
1 / 94