32

Табсира

التبصرة

Издатель

دار الكتب العلمية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Место издания

بيروت - لبنان

الْخَلاصِ مَعَ عَدَمِ الإِخْلاصِ فِي الطَّاعَاتِ، وَلا تُؤَمِّلَنَّ النَّجَاةَ وَأَنْتَ مُقِيمٌ عَلَى الْمُوبِقَاتِ ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمنوا وعملوا الصالحات﴾ . (عَجَبًا لأَمْنِكَ وَالْحَيَاةُ قَصِيرَةٌ ... وَبِفَقْدِ إِلْفٍ لا تَزَالُ تُرَوَّعُ) (أَفَقَدْ رَضِيتَ بِأَنْ تَعَلَّلَ بِالْمُنَى ... وَإِلَى الْمَنِيَّةِ كُلَّ يَوْمٍ تُدْفَعُ) (لا تَخْدَعَنَّكَ بَعْدَ طُولِ تَجَارِبٍ ... دُنْيَا تَغِرُّ بِوَصْلِهَا وَسَتُقْطَعُ) (أَحْلامُ نَوْمٍ أَوْ كَظِلِّ زَائِلٍ ... إِنَّ اللَّبِيبَ بِمِثْلِهَا لا يُخْدَعُ) (وَتَزَوَّدَنَّ لِيَوْمِ فَقْرِكَ دَائِبًا ... أَلِغَيْرِ نَفْسِكَ لا أَبَالَكَ تَجْمَعُ) لَمَّا عَلِمَ الصالحون قصر العمر، وحثهم حادي " وسارعوا " طَوَوْا مَرَاحِلَ اللَّيْلِ مَعَ النَّهَارِ انْتِهَابًا لِلأَوْقَاتِ. كَانَ فِي مَسْجِدِ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيِّ سَوْطٌ يُخَوِّفُ بِهِ نَفْسَهُ، فَإِذَا فَتَرَ ضَرَبَهَا بِالسَّوْطِ. وَكَانَ مُصَلَّى وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ فِرَاشَهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَبَقِيَ أَرْبَعِينَ سَنَةً يُصَلِّي الْفَجْرَ بِوُضُوءِ الْعِشَاءِ! وَكَانَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ يَقُولُ: لأَعْبُدَنَّ اللَّهَ تَعَالَى عِبَادَةَ الْمَلائِكَةِ. فَيَقْطَعُ لَيْلَةً قَائِمًا وَلَيْلَةً رَاكِعًا وَلَيْلَةً سَاجِدًا. وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله بن العباس يَسْجُدُ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ سَجْدَةٍ، فَسُمِّيَّ السَّجَّادَ. وَكَانَ كُرْزُ بْنُ وَبَرَةَ يُعَصِّبُ رِجْلَيْهِ بِالْخِرَقِ لِكَثْرَةِ صَلاتِهِ، فَازْدَحَمَ النَّاسُ عَلَى جِسْرٍ، فَنَزَلَ يُصَلِّي لِئَلا يَبْطُلَ. وَدَخَلُوا عَلَى زُجْلَةَ الْعَابِدَةِ، وَكَانَتْ قَدْ صَامَتْ حَتَّى اسْوَدَّتْ، وَبَكَتْ حَتَّى عَمِيَتْ، وَصَلَّتْ حَتَّى أُقْعِدَتْ، فَذَاكَرُوهَا شَيْئًا مِنَ الْعَفْوِ، فَشَهَقَتْ ثُمَّ قَالَتْ:

1 / 52