استبرد: طلب البرد (تاريخ البربر 1: 153). واستبرد فلانا: استحمقه ووجده باردا (معجم الإسبانية 66).»
31
كم الألفاظ والعبارات العربية الواصفة للبرودة ومختلف حالاتها لا تقارن بنظيرتها في الحرارة؛ فالعربي الأصيل الذي أنجب لغته عاش في حر بيئته أكثر مما عاش في بردها؛ لذلك جاءت أوصافه للحر أكثر مما كانت للبرد.
على العموم سنجد للعلماء آراء تختلف عن اللغويين في ظاهرة البرودة؛ فقد حاولوا تفسيرها ومعرفة الأسباب الناجمة عنها. ويرى الباحث زكي نجيب محمود أن العلم القديم كله - سواء عند اليونانيين أم في العصور الوسطى عند العرب - كان علما كيفيا؛ أي على خلاف العلم الحديث الذي يزيد اهتمامه بالجانب الكمي؛ فقد كانت البرودة حقيقة مستقلة عن الحرارة؛ وذلك لأنهما مختلفتان في الكيف، أما في العلم المعاصر فتعتبر البرودة درجة من درجات الحرارة، ولا اختلاف بين الطرفين إلا من الناحية الكمية.
32 (1) جابر بن حيان (القرن 3ه/9م)
عرف جابر بن حيان (توفي 199ه/815م) الحرارة بأنها غليان المادة وانتشارها في كل الجهات، كأنها انتقال من المركز إلى المحيط، أما البرودة فهي بحسب جابر: «حركة الهيولى من محيطها إلى مركزها.»
33
وهكذا تتعاكس حركة المادة المبردة بعكس حركة المادة المسخنة، ولو كان في مصطلحات جابر «الدرجة» لذكر لنا بأن البرودة هي درجة من درجات الحرارة التي تختلف بكم الوحدة لا أكثر، لكنه أراد أن يبين الفارق بين الحرارة والبرودة من ناحية الحركة؛ فالحركة من المحيط إلى المركز في المادة تعني الانكماش والتقلص، في حين أن الحركة من المركز إلى المحيط وفي كل الجهات تفيد معنى التمدد.
ثم يحاول جابر أن يعمم بطريقة استقرائية فيعرفنا بعلم البرودة
Cold science
Неизвестная страница