Табиицыйят ви Ильм Калам
الطبيعيات في علم الكلام: من الماضي إلى المستقبل
Жанры
بادئ ذي بدء، أثبت الجوهر الفرد صلب عقيدة الإسلام: التوحيد. فمن أجل إثبات أن الله هو اللامتناهي الوحيد ذو العلم الشامل الذي أحصى كل شيء عددا، كان لا بد وأن يكون العالم متناهيا، وبالتالي لا يمكن أن ينقسم الجسم إلى ما لا نهاية، لا بد من نهاية لانقسامه هي أجزاء لا تتجزأ، هي الجوهر/الذرات هي متناهية لها كل وجميع، وكان تناهي المادة هو دليل المتكلمين الاستقرائي على القدرة الإلهية التي تشمل هذا العالم المتناهي مثلما يشمله العلم الإلهي.
أهم صفات الجوهر الفرد هي التحيز، بل هو شرطه «لا يصح أن يوجد الجوهر من دون التحيز لأجل أن هذا الشرط لا ينفك عما هو مؤثر فيه، وهو كون الجوهر جوهرا.»
16
التحيز يكاد يطابق ما يسمى بالمصطلحات الحديثة «الكينونة»، وبمصطلحات القدماء «الكون»؛ لذلك كان وجود الجوهر مضمنا بالتحيز، بوجود الكون أو الكينونة من حيث إنه لا يوجد إلا وهو متحيز ولا يكون متحيزا إلا وهو كائن.
17
الكون يحل المحل؛
18
أي إن الجوهر يشغل حيزا واحدا لا يشاركه أو يتداخل معه فيه جوهر آخر، الأكوان متماثل ومختلف، قد يخلو الجوهر من اللون والطعم والرائحة؛ لأن الله خلقه ابتداء دون أن يخلق فيه شيء من هذا،
19
لكن لا يخلو أبدا من الاجتماع أو الافتراق والحركة أو السكون. وإذا حصل بقرب الجوهر جوهر آخر سمي ما فيهما مجاورة أو اجتماع، ومتى كان على بعد منه سمي ما فيهما مفارقة ومباعدة.
Неизвестная страница