امامة افلح بن عبد الوهاب رحمه الله ولما توفي عبد الوهاب تدانى العدو من تاهرت طمعا في الاستيلاء عليها ، ورجوا الظفر بها وباهلها لما ظنوه من عجزهم عن المدافعة ، اذا اضحوا بلا امام ، فابتدر جماعة أهل الدعوة ، فبايعوا افلح بن عبد الوهاب ، فعقدوا له الامامة فكان ميمون النقيبة ، فسكن الله به البلاد ووقية من الفساد . وما بلغ ابا عبيدة موت الامام وتولية ابنه افلح الامامة ، كتب ابو عبيدة الى افلح يستشيره في امر الخبيث بن الطيب ويستأذنه الدفاع ، فكتب اليه بمثل ما كتب به ابوه رحمه الله .
فلما بلغ خلفا وفاة الامام وتولية افلح انف واستكبر ولم يقر بامامته ، ولا دان بطاعته ، وانحاز بمن معه الى موضع يقال له ( تيمتى ) فسلط اشياعه على الطعام ، وشن الغارات على رعايا الامام ، واستباح الاموال ، واخرب الديار ، وقتل الرجال ، حتى قتل عدة من اصحابه ، يحسب انهم من رعية ابي عبيدة عبد الحميد ، ثم عظمت صولته واشتدت شوكته حتى استمال كثيرا من الناس فمالوا اليه ، واكثر ميلهم خصب جانب خلف ، وجذب حيز ابي عبيدة ، فكانوا معه طلبا لمعاشهم ورغبة في الدنيا وكانوا معه على رأيه وبدعته .
ولما رأى قلة اصحاب ابي عبيدة وكثرة من معه من الضلال سولت له نفسه الخبيث انتهاز الفرصة ومبادرة ابي عبيدة واصحابه ليستأصل شافتهم ، فجمع عساكره وتيمم أبا عبيدة فلما سمع به أبو عبيدة أمر اصحابه بالخروج فخرجوا . فعسكر ببعد من الجبل ولما تدانى العسكران بعث خلف رعيلا من خيله نحو أربعمائه فارس ، فهم اصحاب عبد الحميد بأن يخرجوا إلى محاربتهم فمنهم عبد الحميد من ذلك رقوبا ما عند الامام، وطلبا للسلامة ، فقصدت الخيل قرية يقال لها " ويدوف " من رعيته عبد الحميد، فانتهبوا ما امكنهم من الاموال وقتلوا ما قدروا عليه من الرجال وكان أكثر الخيل أخذه خلف واهل بيته ومواليه ومماليكه .
Страница 76