Табакат Машайих Би Магриб
طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني
Жанры
إنما أريد أن أسألك عما يحتاج إليه الناس وقال قدم أبرهة بن عطية من الجزيرة إلى البصرة، فنزل في جوار الربيع (( بالحرسة)) فدخل عليه وسلم، فقال: يا أبا عمرو رجل من إخوانك، فقال: من أي بلاد أنت؟ قال من أهل الشام، فلم يفتش الربيع، قال: وكان يختلف إليه ويسأله عن الفقه ولا يحرك شيئا من أمر القدر، فلبث بذلك أياما حتى دخل على الربيع بعض المسافرين، وقال له الربيع: سلم على أخينا هذا فسلم عليه، ثم قال: ممن أنت يا فتى؟ قال: من أهل الشام قال: ما بالشام أحد من أهل هذه الدعوة، فمن أي الشام أنت؟ قال: من أهل الجزيرة، قال: لعلك ابن عطية، قال: نعم، قال: يا أبا عمرو هذا ابن عطية الذي أهلك أهل نجران هو وأبوه من قبله ، فلا يدخلن عليك ولا تنعمه علينا قال: فقال له الربيع: أسرعت على الرجل قال: فقال ابن عطية: يا أبا عمرو ما سألتك قط عن أمر تنكره إنما أريد أن أسألك عما يحتاج إليه الناس من الفقه من الحلال والحرام، قال: فخرج الرجل وأتى " وائل" والمعتمر، وعبد الملك، وجماعة من أصحابنا فأعلمهم بحال الرجل، قال: فمشوا إلى الربيع مغضبين، فدخلوا عليه فقالوا: أنزلت ابن عطية وقربته، قال: فقال لهم: لا يجمل بمثلي أن أرد من يأتيني مع أن الرجل لم يسألني عن شيء أكرهه، ولم أكن علمت به، قالوا: فلا يدخل عليك ولا تفته في مسألة واحدة، قال: فلما غلبوا عليه حمل نفسه على رده، قال أبو سفيان: فأتاه أبرهة كما كان يأتيه فلم يأذن له، قال: فبكى وقال: ما كنت أظن أن الربيع في فضله وورعه وحاله يرد مثلي، وإنما أسأله عما ينتفع به الناس من أمر دينهم، قال فارتحل من " الحرسة" إلى داخل البصرة.
Страница 69