============================================================
ظلموا فتمسكم النار} والظلم مشترك فيه عامة الخلق وخاصتهم، بدليل أن الإنسان الظلوم كفار، فإياك أن تركن إلى غير الله فيقع الشرك الخفي في باطنك، فلا تجد من يرقيه، وقد أثبت سواه فعليك بالتوكل على الله والتسليم لأمر الله والرضا بما حكم الله، ألا إلى الله تصير الأمور.
ومن كلامه نفع الله به: إعلم هداك الله، أن نور القلب يمنع عن متابعة هوى النفس أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه}، ولا يتم للفقير الخروج من ظلمات جهله إلا بنور يضعه الرب في قلبه، وذلك بقسمة قدية سابقة أزلية، نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ومن كلامه رحمه الله تعالى: آما بعد، فإن السلامة موجودة لمن سلم زمام التسليم في يد من له الأمر ومن قبل ومن بعد، ومن اعترض فيما ليس له به علم حكم عليه الحاكم بالقهر والقدرة وهو مذموم، ومن قابل الحوادث الشاقة بسعة الرضا وجد حلاوة مادة الصبر من ربه، فاستعينوا بالصبر والصيلاة إن الله مع الصابرين، وهذه المعية ألذ شيء يقع في القلب، فاعمل بما سمعت، واحكم على النفس با علمت، العلم ينادى بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل، والمتعرض للنفحات واقف على الطريق يطلب من يدله، وأقوى دليل وأوضح سبيل قوله عز وجل: { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} ولا سبيل إلى ما ذكرناه إلا بمادة توفيق الله تعالى: { الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب} علم ذلك من صحت نيته وجهله من أقعدته آمنيته ومن كلامه نفع الله به، التعلق بغير الله تعب في الدنيا والآخرة، والإقبال عليه بالقلب راحة في الدنيا والآخرة، لقوله عليه السلام: الزهد في الدتيا يريح القلب والبدن، والرغبة في الدنيا تكثر الهم والحزن، ومن لم يسلم لم يسلم من شغل لا فراغ له منه، والتوفيق كله من الله تعالى، إلا أن التعرض للنفحات مندوب إليه، قال ذلك الهادي إلى الرشاد، والشافع في المعاد.
Страница 272