============================================================
ذكر من تحقق حاله من سائر ذريته وأصحابه إن شاء الله تعالى، نفع الله بهم امين ابو مد عيسى بن حجاج الامري نسبة الى بني عامر، قوم يسكنون موضعا من الجبال شرقي قرية الرعد المقدم ذكرها في ترجمة الشيخ أحمد الرديني، وكان الشيخ عيسى المذكور من كبار أصحاب الشيخ ابو الغيت بن جميل، وكان صاحب أحوال وأقوال وتربية وعلم غزير من علوم القوم، وله في ذلك كلام حسن مدون متداول. من ذلك قوله: بسم الله نقول، وبفضله نصول، إن من ترك الهم لأجل الله أوجب الله له حياة قلب يصير إكسيرا لو وضع منه ذرة على الكون، لاتقلب ابريزا، فحينئذ تبرز الأرواح من أقفاص الاشباح، بحيث يكون النظر الى وجهه مباح، فتجيبه وجها وتستميحه فيطمها ويسقيها، وآنشد يقول: أبداتحن اليكم الأرواح ووصالكم ريحانها والراح وقلوب أهل ودادكم تشتاقكم والى لقاء جمالكم ترتاح ومن كلامه، نفع الله به: بسم الله نقول، وبالله التوفيق، ان من آدب نفسه بترك اهوى كان من العابدين، ومن أدب عقله بمتابعة المصطفى، كان من المحبين قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}، ومن آدب روحه بنظره الى المولى كان من المولهين، ومن أدب سر السر في رياض الرضا كان من المقربين، ومن غرق في حقيقة بحر الحق كان من الوارثين، فحينثذ يجتني تمار الكشف على بساط الأنس بيد العطف واللطف بلا زمان ولا مكان ولا علة، وذلك عنذ اللاهوت البريء عن الناسوت أزلا وأبدا، أعلم ذلك من علمه، وجهله من جهله، فاعظم الله لنا ولكم الأجر فينا وعصمنا وإيساكم بالصبر عنا، ورحمنا وإياكم من وجداننا، وألهمنا وإياكم الشكر على فقدنا، والحمد لله وبه التوفيق.
Страница 252