246

============================================================

شاء الله تعالى، وكان بينهما صحبة ومودة أكيدة، وكانا يشتغلان بكتاب الأحياء للامام الغزالي ويجتمعان على قراءته، فلما توفي الفقيه أبو بكر رآه الفقيه عمر في النوم، فقال: يا فقيه ما حال الناس في القبر وغيره؟ فقال له: كما ذكر صاحب الأحياء سواء، وجمع بين أصبعيه الابهام والمسبحة كالحلقة، وحصل الفقيه عمر كتبا كثيرة في علم الفقه والحديث وغير ذلك أكثرها بخطه، ووقفها على ذريته، وكانت وفاته على الحال المرضى سسنة ثلاث وثمانمائة، ودفن ملاصقا لصاحبه الفقيه أبي بكر الحداد بمقبرة باب القرتب من مدينة زبيد رحمهما الله تعالى، وله في مدينة زبيد ذرية آخيار مباركون، وفيهم من يشتغل بالعلم وينسب إليه ونسبهم في حمير القبيلة المشهورة، واصل بلدهم حراز وهي بالحاء المهملة المفتوحة وقبل الآلف راء وبعده زاي، وهو من الجبال المشهورة.

ابو عبدالله عمرو بن ميمون الأودي بفتح الهمزة وسكون الواو ثم دال مهملة وآخره ياء نسب، كان المذكور من كبار التابعين، أدرك جماعة من كبار الصحابة رضي الله عنهم كعمرو علي وابن مسعود وآبي هريرة وابن عباس وابن عمر وغيرهم، وروى عنهم، وكان عابدا زاهدا معدودا في الأولياء، ذكره أبو نعيم في كتاب حلية الأولياء وابن الجوزي في كتاب صفوة الصفوة، وقالا: حج مائة مرة ما بين حجة وعمرة، وكان يقول: ما يسرني آن أمري يوم القيامة إلى أبوي، كان أصله من حضرموت ونسبه في مذحج، وكان ممن اذا رؤي ذكر الله، وكانت وفاته بالكوفة سنة خمس وسبعين من الهجرة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم.

بو عبدالله عمرو بن عبدالله بن سليمان بن السري كان فقيها عالما صالحا ورعا زاهدا مجتهدا، تفقه بالامام يحى بن أبي الخير صاحب البيان، وكانت له منامات صالحة.

146

Страница 246