143

============================================================

الليل ثم أكلت الآن؟! فقال: إني لما أمسينا مع القضاة رأيت في المنام آتيا أتاني وجر برجلي ودلاني في بثر تتوهج نارا وهو يقول: عاد بقيت تأكل خبز القضاة وأنا أقول لا أعود فتركني، فلما استيقظت كان مني ما رأيت من الامتناع عن طعامهم، فلما وصلنا إلى هذا الشيخ قلت: إذا كان هذا حال القضاة وهم يعرفون ما يحل وما لا يحل، فكيف يكون حال هذا الرجل الجاهل؟ فامتنعت من طعامه فلما نمت رأيت رسول الله وهو يقول لي: كل طمام عبد الوهاب فهو منا، فهذا الذي حملني على الأكل الآن، وهذا يدل على أن الفقيه سبأ كان مباركا محفوظا له من الله عناية، ويدل على خير هذا الشيخ عبد الوهاب، فإنه كان كريما جوادا يفعل الخير كثيرا ويطعم الطعام، وكان مالكا لحصن الظفير وتلك الناحية على عادة مشايخ الجبل.

او محد سعد بن محمد بن أحمد العرشي بضم العين المهملة وسكون الراء وكسر الضاد المعجمة واخره ياء تسب، كان شيخا كبيرا صالحا صاحب كرامات مشهورة، وكانت يده في التصوف لبعض أولاد الشيخ عيى الهتار، وكان إذا حضر السماع يلحقه وجد عظيم، فكان أخوه الفقيه أبو بكر ينكر عليه ذلك، فرأى النبي وسأله عن السماع فقال له: لا بأس به لمثل هذا، وأشار إلى أخيه الشيخ سعد المذكور فلم ينكر عليه بعد ذلك، وكان أخوه أبو بكر المذكور فقيها عالما عابدا مجتهدا.

حكى أنه كان يتهجد بالليل بالقران ويبكي، وربا علا صوته حتى يسمع من بعيد، وكان للشيخ سعد ولد اسمه محمد، كان فقيها عالما عارفا محققا فرضيا ماهرا، وكان مع ذلك عابدا ورعا زاهدا آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، يقابل بذلك الأمراء، فمن دونهم لا تأخذه في الحق لومة لائم، وكانت له كرامات ظاهرة فيمن لم يقبل منه، وكانت وفاة الفقيه سعد سنة خمسين وسبعمائة، ووفاة ولده محمد سنة ثلات وسبعين وسبعمائة وبنو العرضى هؤلاء بيت علم 143

Страница 143