============================================================
له بعض الحاضرين: وما أوتي الفقيه بكر حتى تعظمه هذا التعظيم؟ فقال: أوتي خيرا كثيرا.
من ذلك أنه أوتي الإسم الأعظم، ومن ذلك أنه أوتي خصيصة من خصائص الأتبياء عليهم السلام، كان إذا أراد التبرز انفتحت له الأرض وابتلعت ما يخرج منه. وكان الفقيه بكر المذكور كثير المواصلة للعلماء كالفقيه موسى الهاملي، والفقيه ابراهيم الشيباني وغيرهما.
ويحكى عنه حكاية عجيبة، وذلك آنه كان معه رجل غريب يحفظ له زرعه، وكان الرجل لا يزال معمما ولا يكشف رأسه أبدا، فاتفق أن خرج إليه الفقيه يوما وهو نائم وقد انكشف رأسه، وإذا به عظم لا شعر عليه ولا جلد، فبقي الفقيه متعجبا ثم أيقظه فجعل يستر رأسه وهو دهش، فقال له الفقيه: لا بأس عليك وهون عليه ثم سأله عن ذلك فقال: كنت رجلا من أهل زبيد المسرفين على انفسهم، وكنت أنبش القبور وآخذ أكفان الموت، فأقمت على ذلك مدة حتى توفيت ابنة لبعض التجار، فسمعت آنها كفنت بكفن نفيس فأتيت قبرها ليلا فتبشته، فلما فتحت اللحد إذ بيد خرجث منه فاختطفت جلدة رأسي، فقلت: يس يس، وتعوذت فسمعت قائلا يقول: يا قليل التوفيق أما آن لك أن تخشى الله وتتوب من فعلك فقلت مجيبا له ولم أر شخصا: أنا التائب إلى الله تعالى، فقال: إن صدقت توبتك لا يضرك شيء، فتبت إلى الله تعالى وسترت حالي عن أهلي وشيرهم: ويروى أنه لما قال يس يس، قال له قائل: أنا تبارك لو كنت يس لأخذت جيع رأسك: وكانت وفاة الفقيه بكر على أحسن حال في صدر المائة السابعة وقبره يماني قريته مشهور يزار ويتبرك به، قال الجندي: ولم يكن له سوى ولد واحد يقال له السجاد، وبه كان يكنى، ولم يعقب هذا الولد، وإنما كانت له اينة فتزوجها بعض أهله، ولم يكن في الفرسانيين أحد من ذريته إلا بهذه الطريق.
1
Страница 117