meros ... بتغيير الحرف الواحد
1
إلى
r ، فأنت بعد لا تحب رفاقك البشر من قلبك، وفعلك الخير لا يبهجك كغاية في ذاته ... ما زلت تفعل البر بوصفه أدبا وواجبا وليس بوصفه برا بنفسك. (7-14) دع ما يصيبك من الخارج يصيب، ودع الأجزاء التي يمكن أن تتأثر به تشكو ما شاءت، فلست مضارا إلا إذا عقدت الرأي بأنه ضرر، وبوسعي ألا أرى هذا الرأي.
6 (7-15) مهما يقل أي شخص أو يفعل فإن علي أن أكون رجلا صالحا، شأنه شأن زمرد أو ذهب أو أرجوان ما فتئ يقول: «مهما يقل أي شخص أو يفعل فإن علي أن أكون زمردا وأن أحتفظ بلوني.» (7-16) العقل الموجه لا يكرث نفسه؛ فلا هو يروعها ولا هو يسوقها إلى الرغبة. فليروعها ما شاء أو يؤلمها فإنه بذاته وبحكمه الخاص لن يعمد إلى الالتفات إلى مثل هذه الحالات. فليحرص الجسد على تجنب الألم ما وسعه ذلك، ولتقل النفس الحاسة إني أخاف أو أتألم. أما ذلك العقل الذي يضع التقييم العام لكل هذه الأشياء فلن يعاني على الإطلاق؛ لن يندفع بنفسه إلى أي من هذه الأحكام؛ فالعقل الموجه بحد ذاته ليس به حاجة ما لم يخلق الحاجة بنفسه؛ ومن ثم فهو لا يضر ولا يعاق ما لم يضر نفسه أو يعق نفسه. (7-17) السعادة إله طيب أو شيء طيب. لماذا إذن، أيها الخيال، تفعل ما تفعله؟ اذهب، ناشدتك الآلهة، اذهب من حيث أتيت، فلست بحاجة إليك. لقد أتيت على عادتك القديمة ... ولست غاضبا منك. فقط دعني واذهب.
7 (7-18) هل يخشى أحد من التغير؟ حسن، فأي شيء يمكن أن يحدث من دون تغير؟ أو أي شيء أعز على طبيعة «الكل» وأقرب إليها من التغير؟ هل بوسعك أنت نفسك أن تغتسل إذا لم ينل التغير خشب الموقد؟ هل بوسعك أن تأكل دون أن يتغير ما تأكله؟ هل يمكن أن يتحقق أي شيء نافع في الحياة بدون تغير؟ ألست ترى، إذن، أن التغير بالنسبة لك هو الشيء نفسه، وأنه ضروري بنفس الدرجة لطبيعة «الكل»؟
8 (7-19) في مادة العالم، كما في تيار جارف، تذهب جميع أجسادنا؛ فهي بطبيعتها متحدة بالكل ومتعاونة معه، مثلما تتعاون أعضاء الجسد الواحد بعضها مع بعض، كم خريسيبوس، وكم سقراط، وكم إبكتيتوس ابتلعته الأبدية؟
9
وليبدهك هذا التصور بخصوص كل إنسان وكل شيء. (7-20) لا أخشى إلا من شيء واحد؛ أن أفعل شيئا ما؛ لا تسمح به فطرة الإنسان، أو بطريقة لا تسمح بها الفطرة، أو أفعل ما لا تسمح به الآن. (7-21) سرعان ما ستكون قد نسيت كل شيء، ويكون قد نسيك كل شيء. (7-22) من الطبيعة الإنسانية أن تحب حتى من يزلون ويسقطون. يتبين ذلك إذا ما أخذت باعتبارك، حين يخطئون، أن البشر إخوة، وأنهم يخطئون عن جهل وليس عن عمد، وأن الموت لا يلبث أن يطويك ويطويهم. والأهم، أن المخطئ لم يضرك، ولم يجعل عقلك الموجه في وضع أسوأ مما كان عليه من قبل.
10 (7-23) تستخدم الطبيعة مادة العالم مثلما يستخدم الشمع؛ فتارة تخلق منه كهيئة حصان، ثم تصهره وتستخدم مادته لخلق شجرة، ثم إنسان، ثم شيء آخر. كل شيء من هذه الأشياء لا يدوم إلا قليلا. ليس صعبا على الوعاء أن ينحطم، مثلما لم يكن صعبا عليه أن يستوي من قبل وعاء. (7-24) التجهم شيء مضاد للطبيعة. وإذا أصبح عادة متكررة فإن صباحة الوجه وتعبيره يموتان رويدا رويدا. وربما ينطفئان في النهاية انطفاء لا ضرم بعده. حاول أن تخلص من هذه الحقيقة ذاتها إلى أن التجهم شيء مضاد للطبيعة؛ ففي مجال السلوك الأخلاقي فإننا لو فقدنا إدراكنا لفعل الشر فلن يبقى لنا أي سبب للعيش بعد ذلك. (7-25) كل ما تراه سوف يتغير في لحظة، تغيره الطبيعة التي تحكم «الكل»؛ ستخلق أشياء أخرى من هذه المادة، ثم أشياء أخرى من هذه، وهكذا بحيث يبقى العالم صبيا على الدوام.
Неизвестная страница