Размышления день за днем: 25 уроков осознанной жизни
تأمل يوما بعد يوم: ٢٥ درسا للعيش بوعي كامل
Жанры
كي لا نبقى ضحايا اجترارات القلق علينا أن نقبل بوجودها معنا أولا، وبعد ذلك علينا ألا ندعها تشغل كل مساحة وعينا. علينا أن ندعو ضيوفا جددا لدخول هذا الوعي المشغول بالقلق؛ وعينا لتنفسنا، للأصوات حولنا، لجسدنا، وأيضا وعينا لكل الأفكار الأخرى التي تمر، تبقى قليلا ثم تذهب، كي تعود من جديد. ولكي نعطي لأفكارنا من جديد حرية التحرك بطلاقة، يلزمنا مساحة إضافية؛ مساحة أكبر. ليس علينا أن نسعى لمطاردة اجتراراتنا أو إلغائها، بل علينا أن نسمح لها بالبقاء معنا، لكن دون أن تكون وحيدة؛ وأن نتركها تمتزج وتنحل في محتوى أكثر اتساعا كي نخفف من عبئها.
ثم علينا أن نتنفس؛ ففي لغة معلمي التأمل بالوعي الكامل نجد تعابير مثل «تنفس مع»، و«تنفس عبر». هي ليست مصطلحات شديدة الدقة لكنها وصفية جدا؛ فأن نقول «تنفس مع»؛ أي، أننا نستمر في مراقبة معاناتنا واضعين دائما تنفسنا في قلب وعينا (وأن نفعل ذلك بصبر؛ لأن المعاناة ستعود مرارا لتحتل قلب وعينا). وأن نقول «تنفس عبر»؛ أي، أن نقوم بمراقبة تأثير التنفس على آلامنا، وكأنه يعبرها. وبتمريننا المستمر بهذه الطريقة أثناء المعاناة والمحن البسيطة، قد نصبح أقل عجزا إذا أصابتنا المحن الكبرى ... ربما.
عدم ديمومة معاناتنا
قبل كل شيء يجب أن نعي وأن نمارس مفهوم عدم الديمومة الذي يذكرنا أن لا شيء يمتلك صلابة نهائية، وأن كل شيء سيعبر وينتهي، وأن التعلق بحقيقة ما ليس سوى طريقة تفكير مغلوطة قد تعززها المعاناة. إنه يهمس لنا أيضا بنصائح تذهب إلى ما بعد كيفية «إدارة» المعاناة. فكلنا نملك هذا الأمل المجنون بأن يبقى كل ما نتعلق به (أشخاص نحبهم، أشياء نملكها) معنا إلى الأبد. وفي نفس الوقت لدينا هذا اليأس المجنون (عندما نكون قلقين) بأن هذه المعاناة التي نمر بها ستبقى معنا إلى الأبد.
لكن لا شيء يبقى إلى الأبد، لا أفراحنا ولا أحزاننا؛ فلا تعلق ولا سجن. نستطيع أن نفهم ذلك وعلينا أن نختبره. نستطيع في تمارين التأمل بالوعي الكامل أن نراقب كل ما نتعلق به، وأن نبني معه علاقة مختلفة؛ لا أن نتخلى عنه، لكن أن نبحث عن المزيد من الحرية في علاقتنا معه. فما هو عابر ليس بالضرورة دون أهمية، ومن الجنون أيضا القول إننا نستطيع التحرر من كل شيء. كل ما علينا فعله هو مراقبة كيف يمكننا عبور كل الأشياء، وتلقيها، دون أن نكون في حالة من التعلق، مع الاستمرار بالعيش وبالاستمتاع. «الدرس الخامس عشر»
إن أهم مصدر لمعاناتنا الذهنية هو تضييق قدرات وعينا؛ ألا ندرك أننا نغير أحيانا بعض الحقائق ثم نتعلق بكل قوانا بهذه الحقائق المشوهة. يستخدم هنا علماء النفس مصطلحات مثل «تحويرات» أو «اجترارات». ويعرفون أنه يجب علينا القيام فورا بعمليتين؛ الأولى: أن ندرك أن ذهننا بصدد صنع فخ لنفسه، والثانية: أن نخرج من هذا الفخ. في بعض الأحيان وحتى حين ندرك جيدا أننا نؤذي ذواتنا، نحن لا نستطيع أن نخرج من وساوسنا واجتراراتنا. إن رسالة التأمل بالوعي الكامل بسيطة؛ فحين يكون الأمر صعبا جدا علينا أن نعدل عن محاولة طرد هذه الأفكار المؤلمة باستخدام الإرادة؛ وبدلا عن ذلك نستطيع أن نوسع إدراكنا لكل ما هو موجود في لحظتنا الحاضرة. علينا ألا نترك كل المساحة في أذهاننا للاجترارات والوساوس، وأن نجعلها تمتزج وتنحل في محتوى أكثر اتساعا كي نخفف من عبئها. يجب أن يتوسع وعينا إلى ما لا نهاية!
الفصل السادس عشر
أن نتخلى عن إصرارنا
ليس جسدها العاري هو الذي يفاجئنا في البداية، وليست هذه التفصيلة الغريبة للغطاء الأبيض المفروش على تل مليء بالحصى، حيث بدأت بعض الأعشاب بالظهور. ولا هذه الوضعية الجميلة والمرتبكة لقدميها. لا، إن ما يفاجئنا، هي نظرتها، ووجهها الخالي من أي انفعال وكأنه وجه منتصر. إنه تعبير اليقين المطمئن هذا. وهذه النظرة كأنها تقترح علينا أن ننظر إلى يدها اليسرى، وغصن الزيتون الذي تحمله كغنيمة نصر أو إثبات أو حجة؛ غصن الزيتون الذي يشير إلى السلام والأمل.
خلفها جبل ممزق. حين ننظر إليه عن قرب نكتشف أنه ليس جبلا من الحجارة وإنما أبنية مهدمة. وهذا السياج الذي يحيط بالحقول هو قبور عليها صلبان بائسة.
Неизвестная страница