يعلمون فيه الصبيان شركاء متشاكسون على باب عين شفاء يرؤسهم شيخ يعرف بالملطاط جبس ضبس أشقر أزرق من أقدم الناس على شهادة زور وولدان له ورجل يعرف بابن الودانى وآخر يدعى بأخى رجاء على مراتب فى شركتهم، وخرجت من صقليه وقد مات ابن الودانى فلو شاهدهم أكثر الناس حزنا وأشدهم إخباتا وسمتا عند وفاته [38 ب] وتفجعهم له وحنينهم عليه وتساكرهم فى بكائهم عند عزائهم لقهقه (6) وضحك أو أبلس لجهلهم كالمرتبك، (15) وأما حال يسارهم فإنهم مع قلة مؤنهم ونزور نفقاتهم وكثرة غلاتهم ليس فيهم رجل ملك بدرة عين ولا رآها قط إلا عند سلطان إن كان ممن يدخل اليه ومحله محل من يؤذن له عليه، وبالأموال والجبايات واليسار يعتبر أحوال أهل المدن والكور والأقاليم وكذلك النبل والفضل الى غير ذلك مع أن مال جزيرة صقليه وقتنا هذا وهو أجل أوقاتها وأكثره وأغزره بأجمعه من سائر وجوهه وقوانينه خمسها (13) ومستغلاتها ومال اللطف والجوالى المرسومة على الجماجم (14) ومال البحر والهدية الواجبة فى كل سنة على أهل قلوريه وقبالة الصيود وجميع المرافق وجهاتها وهذه جملة ارتفاعها ...... (16)، فأما غلاتها وخصبها وما هى عليه فى أسباب المآكل والمشارب فكالمواضع المشار اليها فى صدر الكتاب بالخصب والسعة قديما وفيما مضى ودخلتها وقد استحالت جميع أمورها من الخصب الى الجذب وخلق (19) أربابها من أهل باديتها فكأرباب الجزائر العجم الغتم الصم البكم وسكانها الذين لم يصفهم الأسفار من وراء بهيمية غامرة لألبابهم وغفلة عن الحقوق والمواجب ظاهرة فى معاملاتهم وقول من الحق بعيد وشنآن للغريب والطارئ عليهم عظيم شديد لا يألفون ولا يؤلفون آخذين لذلك عن حاضرتهم لأنهم أيضا فى بغض التجار والغرباء المجهزين بمنزلة
Страница 130