103

Сура Аль-Касас: Аналитическое исследование

سورة القصص دراسة تحليلية

Жанры

وهذا الكلام لرجل قد بحث الجوانب البلاغية لسورة القصص من كل نواحيها، ونحن نلاحظ في التحليل البلاغي لسورة القصص إِذَا ما أخذناها على حده أنها تكاد أن تكون جامعة لمعظم - إن لم يكن كلّ - الظواهر البلاغية، فالسياق البلاغي يجري فيها بأسلوب جزل فخم مثل قوله تعالى: ﴿وَأَوْحَيْنَا إلى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ «١» . فإن هذه الآية تبدأ بداية هادئة، ثم يتصاعد إيقاع جرسها البلاغي، ثم يهبط بالسكينة والطمأنينة على أم موسى (﵇)، ثم يأتي الوعد الالهي ولم يقل تعالى: (جاعلوه مرسلًا)، بل جعله في جملة المرسلين ﵈ ﴿وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ لأن (من) التبعيضية هنا تدخله في أوائلهم، وهو كذلك (﵇) من الرسل الخمسة أولي العزم.
وقد تنبه الزمخشري في الكشاف لهذه الطريقة البلاغية في سورة القصص لولا أنه خلط بعض مباحثه بنظريته الإعتزالية، فحاول إقحام الإعتزال في المعنى المستخرج من آيات سورة القصص ليعزز ما كان ﵀ يذهب إليه فيه (٢) .
وقد حاول بعض الباحثين إيضاح ذلك كله (أي توجيه المعنى بلاغيًا في سورة القصص)، فقال:
" وفي سورة القصص نجد صورًا بلاغية في آيات الصفات أخذت حيزًا كبيرًا جدًا في التفكير الاعتقادي، لأن القائلين بالحقيقة والمجاز في القرآن الكريم حاولوا أن يستدلوا بها (أي بصورة هذه الآيات) على ما كانوا يذهبون إليه من آراء ومذاهب، ولا ننسى هنا أن المعتزلة كانوا على رأس أولئك القوم.

(١) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٧.
(٢) الكَشَّاف: ٣ /٢٢٩.

1 / 103