سأعود لكن كالصواعق حاملا
نارا تصب على بنيك فتصرع
متحفزا للثار وحشا ضاريا
يحلو له كرع الدماء فيكرع
أجل، سأعود يا غرناطة، فوداعا وإلى اللقاء! (يهم بالخروج ثم يرجع)
ولكن وقفة أيها المودع؛ فقد تكون آخر وقفة لك هنا.
هنا عش كان مأوى عاشقين في مقتبل العمر، هنا جلس وجلست للمرة الأخيرة، وهنا ناجته وناجاها فأقسم لها على تضحية حياته في سبيلها، وحلفت له أن لا تخون عهوده.
وسقط الدهر كالنسر على ذلك العش فحطمه. أما هو فما زال أمينا لعهودها، أما هي فخانته. ويا لها من خيانة!
إيه غرناطة! لقد كنت ربيعا لزهور آمالي. أما الآن فما أنت إلا خريف ذابل الإهاب، خريف تنثر الأيام أوراقه، فتحملها العواصف إلى الوادي، وادي الصدى، وادي الذكرى، حيث تدفن إلى الأبد.
هنا انفتح قلبي لحبها كما ينفتح كم الزهرة لاقتبال ندى الفجر، هنا سكبت روحي على قدميها، وأحببتها بكل ما في نفسي من الخوالج.
Неизвестная страница