Мир в коробке
صندوق الدنيا
Жанры
قلت: اعترضتني حفرة واسعة فأردت أن أعبرها وثبا فقصر الوثب عن الغاية، فكان ما ترين.
قالت: لو فكرت قبل أن تثب لعلمت أنك لا تستطيع أن تعبر الحفرة.
قلت: ولكني عبرتها.
قالت: كلا! لم تعبرها بل وقعت فيها، وهذه ثيابك تشهد عليك.
قلت: ولكني اجتزتها والسلام. ألا ترينني أمامك؟
قالت: عنيد ولا خير في الكلام معك.
وتركتني.
واتفق بعد شهور من ذلك أن لقيتها عائدة إلى بيتها وكنا على مسافة مائتي متر منه، فلما صرنا في «الحارة» إذا هي زحلوقة لا تثبت فيها القدم من كثرة الماء المرشوش، ولم يكن ثم طريق آخر، فأسندت يدها على الحائط وناولتني يدها الأخرى، وقلما كنت ألمس يدها. فلما صارت كفها في كفي شعرت بشيء من الزهو ممزوج بالغبطة، وخفت على يدها اللينة البضة أن تؤذيها قبضتي - التي خيل إلي أنها قوية - فجعلت أصابعي حول رسغها حيث العظام فيما بدا لي أقوى على الاحتمال، وجعلت أخطو بحذر مخافة أن يطير إلى ثوبها النظيف رشاش من الماء القذر، وكانت مضطرة أن تعتمد علي بجسمها، وتلك أول مرة دنت مني أو دنوت منها إلى هذا الحد، وكان شعرها محلولا ومرسلا من فوق كتفها على صدرها، فجعلت أدني أنفي منه وأشمه، ولم يكن معطرا ولكني كنت أجد له ريحا طيبة، فلحظت ذلك مني وسألتني وقد جذبت يدها قليلا: «ما هذا الذي تفعله؟»
قلت: إني أشمك.
قالت: تشمني! إنك أوقح من رأيت من غلمان حارتنا.
Неизвестная страница