Мир в коробке
صندوق الدنيا
Жанры
الآن يا صديقي يتعذر علي أن أنقدك هذا القدر، فإن العمل قليل والربح ضئيل. لا وباء يفتك بالناس، ولا حرب تحصدهم، ولكني أعدك أن أؤدي إليك دينك إذا نشطت الحركة.
هرمز (ممتعضا) :
الأفضل عندي أن يظل دينك مطولا.
ثم نظر إلينا وقال: «هيا بنا.»
فقال شارون: هذان المفلسان لا عجب أن يعودا وأن ترفضهما حتى الجحيم.
فقال صاحبي: «ألا تنقلنا إلى ...»
فقاطعه شارون ولم يمهله ريثما يتم كلامه: «أنا؟ أتراني جننت؟ اذهب أنت وصاحبك فما فيكما خير.»
وهكذا رددنا، وذهبنا سيرا على الأقدام، وجعل هرمز يشكو في الطريق ويتسخط ويعرب عن تبرمه بحياته وكثرة الواجبات الموكولة إليه. فهو يقوم في الفجر ويعد المائدة السماوية ويرتب حجرتها، ثم يقف بجانب زيوس ليتلقى أوامره وليؤدي رسائله إلى أصحابها النهار كله، وفي الليل لا ينام بل يذهب بالموتى إلى بلوتو ويقف في ساحة القضاء حاجبا، ثم إنه يدرب الخطباء ويشهد الاجتماعات ويفعل غير ذلك أشياء يخطئها الحصر. حتى لقد كان يؤدي وظيفة الساقي لزيوس قبل أن يتزيا «زيوس» في زي نسر ويخطف الغلام «جانيميد» ويتخذه ساقيا له يأخذ من كأسه رشفة، ومن شفتيه البضتين أخرى، ويكايد به زوجته «هيرا».
وأخيرا بلغنا سهلا فسيحا أمام «الكرنك»، وسرنا مسافة في ظل أشجار الليمون، حتى خرجنا من تحتها، ووقفنا مع آلاف الموتى من أمثالنا، وكان القضاة خمسة وقد جلسوا صفا واحدا، فأسر إلي صاحبي أن تعال نشهد الرواية من أولها، وجذبني وزاحم بي حتى صرنا إلى الصف الأول، فسمعنا من عرفنا ممن حولنا أنة «سومبور»، وهو رجل نحيل هزيل الجسم متهضم الوجه أسود العينين براقهما وفي يده زهرة من زهرات البردي يقول: «أيها الزملاء، إن «سخت» تنتظر!»
فسرت في أجسامنا رعدة، ونودي الأول فتقدم وسمعنا كلاما كهذا. سومبور - وهو يعبث بزهرة البردي - قل الحق الذي تعرفه ولا تحاول أن تكذب. أهي الخمر؟
Неизвестная страница