65

Сунь Ятсен

سن ياتسن أبو الصين

Жанры

لا رجاء أينما نظر الناظر بين الآفاق والأرجاء.

ولكنه هناك في ينبوع واحد لا يفقد رجاؤه، وهو قلب زعيم.

وتشاء المقادير أن تغلق بكين أبوابها في وجه رسول الثورة الروسية؛ لأنها لا تفتح أبوابها بغير إذن الدول الكبرى.

فانفتح أمام الرسول باب الجنوب، والتقى هذا الرسول - أدولف جوف - بنواب سن ياتسن، وتبعه داعية من أقدر دعاة التنظيم والتهييج في الثورة الروسية، وهو ميخائيل بورودين، أو «بيرج» كما كان يسمى في أمريكا حيث تلقى دروسه الأولى، أو جروسنبرج

Grusenberg

كما كان يسمى في المكسيك حيث ذهب بأمر الدولة الثالثة لنشر الدعوة، وقد عرف بلاد أخرى غير روسيا وأمريكا الشمالية والوسطى؛ إذ كان في سكوتلاندة يحرض على الثورة، ثم كان مستشارا لمصطفى كمال.

وأراد سن ياتسن أن يستطلع الأمور على حقيقتها في البلاد الروسية، فأشخص إليها تلميذه الأكبر شيان كان شيك، واستقصى الأخبار والمعلومات من الطلاب الصينيين الذين كانوا يقصدون مدارس روسيا بعد شيوع السخط على اليابان.

ولم يفت بكين أن تغتنم الفرصة السانحة للتشهير بسن ياتسن في الصين نفسها وفي البلاد الأوروبية والأمريكية التي تساومها، فأطلقت ألسنة الصحف الوطنية والأجنبية تتهم الرجل بإفساد العلاقة بين بلاده وبلاد العالم المتمدن، وترويج الدعوة للشيوعية ومذاهب الفوضى بين قومه، وتدق ناقوس الخطر من جانب الزعيم «المارق من حظيرة الوطن وحظيرة الحضارة.»

وبينا هذه الضجة المسخرة تصم الآذان في المشرق والمغرب، ومؤامرات الاغتيال تدبر لقتل الزعيم وخاصته من جراء هذه التهم والشبهات؛ كان الرجل يبدأ كل مناقشة بينه وبين سفراء الروس بالتنبيه إلى المبدأ المرعي في كل اتفاق، وهو استقلال الصين وصيانة حقوق السيادة لها على أرضها، والتفرقة بين الصداقة السياسية والدعوة الشيوعية، ثم لا يكتفي بالتفاهم على هذا المبدأ في المناقشات الخاصة فيطلب من السفراء أن يرجعوا إلى حكومتهم لإقراره في بيان عام يذاع على الملأ بتوقيع الطرفين.

وصدر هذا البيان في السادس والعشرين من شهر يناير سنة 1923 وفي مطلعه: «إن الدكتور سن يرى أن أحوال الصين لا تسمح بتطبيق النظام الشيوعي أو نظام المجالس السوڤيتية، وأن مسيو جوف يقره كل الإقرار على هذا الرأي، ويضيف إليه أن قضية الصين التي هي أولى من كل قضية بالاهتمام والتعجيل هي استكمال وحدتها واستقلالها ...»

Неизвестная страница