Величие духовное и художественная красота в пророческой риторике

Мустафа Садик Рафици d. 1356 AH
63

Величие духовное и художественная красота в пророческой риторике

السمو الروحي الأعظم والجمال الفني في البلاغة النبوية

Исследователь

أبو عبد الرحمن البحيري وائل بن حافظ بن خلف

Издатель

دار البشير للثقافة والعلوم

Номер издания

الأولى

فكان رسول الله ﷺ أبا عُذرةِ هذا المعنى (١)، ومَن تبعه فإنما [سلك نهجه، وطلع] فجه» (٢). قلنا: وهذا كلام حسن، ولكنَّ في عبارة الحديث سرًا هو من معجزات البلاغة النبوية لم يهتدِ إليه الشريف، على أنه هو حقيقة الفن في هذه الكلمة بخاصتها، ولا نظن أن بليغًا من بلغاء العالم يتأتى لمثله، فإنه ﵊ لم يقل: أخاف أن تصف حجم أعضائها، بل قال: «حجم عظامها»، مع أن المراد لحم الأعضاء في حجمه وتكوينه، وذلك منتهى السمو بالأدب، إذ ذكر (أعضاء) المرأة في هذا السياق، وبهذا المعرض، هو في الأدب الكامل أشبه بالرفث، ولفظة

(١) أي: أول مَن قاله وابتكره، فلم يُسبق إليه. مِن قولهم: فلان أبو عُذر فلانة، وأبو عُذْرَتها: أي: أول مَن افتض بكارتها. (٢) إلى هنا انتهى كلام الشريف الرضي، وهو في كتابه "المجازات النبوية" رَقْم (١٢٨).

1 / 67