Величие духовное и художественная красота в пророческой риторике

Мустафа Садик Рафици d. 1356 AH
50

Величие духовное и художественная красота в пророческой риторике

السمو الروحي الأعظم والجمال الفني في البلاغة النبوية

Исследователь

أبو عبد الرحمن البحيري وائل بن حافظ بن خلف

Издатель

دار البشير للثقافة والعلوم

Номер издания

الأولى

هذا التمثيل بأمشاط المسامير وأسنان الْمِنْشَار في عظم الإنسان الحي ولحمه. وظاهر التمثيل على ما رأيت من العجب، ولكنَّ له باطنًا أعجب من ظاهره، وهو البلاغة كل البلاغة والبيان حق البيان. فإنما يريد ﷺ أن الحديد لا يأكل ولا يمزع من أولئك الأقوياء بإيمانهم عظمًا ولحمًا وعصبًا، بل هو حديد يأكل حديدًا مثلَهُ أو أشدَّ منه، فإنَّ للروح المؤمنة المسلطة على جسمها قوةً تصنع هذه المعجزة، فيمر الحديد في العظم واللحم والعصب يسلبها الحياة، ولكنها تسلبه شدته وجلده وصبره! وكل ما جاء من التمثيل في كلامه ﷺ ينطوي فيه من إبداع الفن البياني وإعجازه ما يفوت حدود البلغاء، حتى لا تشك إذا أنت تدبرته بحقه من النظر والعلم أن

1 / 54