فقال بحدة: مستقبلي أصبح ماضيا! - بل أمامك فرصة لاستعادة كل ما فقدته!
ورفع يده يدعوهن إلى الكف بحركة حاسمة، ثم قال بهدوء: لا جدوى من هذا الكلام المعاد، المهم والجديد هو أنني قررت الانتقال من هذا المسكن!
وبهتت الأم حزنا فقال كالمعتذر: لم يعد من الحكمة أن أتحمل نفقاته الباهظة. - ألهذا علاقة برغبتك في السفر؟
فقال متجهما: كلا، إني أعتبر السفر علاجا ضروريا.
فقالت الأم في توسل: لا تشمت أعداءك بك، يمكنك ولا شك الاحتفاظ بمسكنك الجميل وكل مظاهر حياتك إذا أنت وافقت على ما عرضه عليك ابن عمك.
فأغمض جفنيه دون كلام رافضا الاستمرار في مناقشة عقيمة فقالت الأم بمرارة: أنت ابني وأنا أعرفك، أنت عنيد جدا، ودائما كنت عنيدا، أنت تختار الكبرياء ولو كلفك الكثير، ولم تكن تجد بعنادك عندنا إلا المحبة والتسامح، ولكن الدنيا ليست أمك ولا أخواتك!
فقال بإصرار وهو يهز منكبيه استهانة: سأفترض أنني لم أسمع شيئا.
فقالت بمزيد من التوسل: يجب أن تمتثل أمر ربنا، الملك ملكه يفعل به ما يشاء، والمستقبل بيده، وتستطيع أن تكون سعيدا دون أن تكون وكيل وزارة أو وزيرا.
حول عينيه إلى أخواته متسائلا: أين يحسن أن تقيم الوالدة حتى أرجع؟
وعدلن عن المناقشة، واقترحت كل واحدة منهن أن تقيم الأم عندها، ولكن الأم قالت: سأرجع إلى البيت القديم بالوايلية.
Неизвестная страница