وفي فيلته بسيدي بشر، استلقى علي بك سليمان على كرسي خيزران هزاز، شاحب الوجه، مغضن الجبين بعبوسة ثابتة، وفي عينيه نظرة مريضة خسرت جمالها الطبيعي وكبرياءها المأثور، ولما رآه مقبلا تطلع إليه باهتمام شديد وسأله بلهفة: ما وراءك؟
وجلس عيسى وهو يشعر بثقل نظرات الرجل وزوجه وكريمته، ثم قال بهدوء ظاهري واعتزاز خفي بما سيضيفه إلى الموقف من جديد: الملك انتهى.
وانطفأ آخر قبس في عيني الرجل، وألقى نظرة عليلة على البحر المعربد من خلال الشرفة، ثم تساءل: وأنت .. أعني أنتم .. هل أنتم موافقون؟
استمتع بلحظة اعتزاز كاذب، تأرجحت فوق جرح أليم، وتمتم: الملك عدونا التقليدي.
اعتدل البك في جلسته، وسأله: هل للحزب علاقة بما يحدث؟
ود لو يستطيع أن يجيب بالإيجاب أمام الأعين المحدقة، ولكنه قال وهو يداري تعاسته: لا أدري عن هذا شيئا. - لكنك تستطيع أن تدري بلا شك. - ولا أحد ممن قابلتهم يدري، وزعماؤنا الحقيقيون في الخارج كما تعلم سعادتك.
فنفخ الرجل بضيق شديد، وقال: نسينا بسرعة درس عرابي، وعما قليل سيزحف الإنجليز.
فتساءل عيسى قلقا: هل من أنباء عن ذلك؟
فلوح الرجل بيده ساخطا، على حين سألته سوسن هانم: ألا يحسن أن نذهب إلى العزبة؟
فأجابها بفتور: لا أحد يدري ما هو الأحسن.
Неизвестная страница