============================================================
ففعطوه، فاشتد ضررهم وارسلوا الى النعمان يستعفونه ويسالونه العود إلى احسان المجاورة ، فلما انتهى الرسل إلى النعمان قال لهم : إنما أنا خادم الملك بهرام أفعل ما أمرنى به فاذهبوا إليه ، فذهبوا اليه فلما عاينوه ملا عيونهم جمالا وصدورهم جلالا، فخروا له ساجدين وسالوه العفو والصفح، فاجمل خطابهم وبسط آمالهم ، وأمرهم أن يلغوا من وراعهم آنه حسن الرأى فيهم مؤمل لإصلاح شأنهم ، وأنه متوجه إليهم ليتولى إخبارهم عن نفسه واقامة الحجة عليهم، فليتأهبوا لذلك ال ث م صرف الرسل مكرمين وأمر النعمان فكتب له عشر كتائب فى كل كتيبة الف فارس من أنجاد(1) العرب ، ثم سار فيهم ، وسار النعمان بين يديه فى جيش كثيف ، فلم يكن عند الفرس لهم مدافع حتى انتهوا إلى دار الملك، فنزلوا بظاهرها، فخرج إليه زعماء الفرش وحفظة دينهم، ونصب لبهرام كرسى نجلس عليه، وقام النعمان بين يليه، وتقدم إليه القوم فسجدوا له وقاموا لديه، فاذن لهم فى الكلام فتكلم رنيس الموابذة(1) فحمد الله وذكر رأفته بخلقه ، ثم نكر ما سار به يزدجرد من الجور وما فعل الله به ، ثم أتبع ذلك بذكر كراهة الفرس لتمليك من ولده يزدجرد ؛ لما يتخوفونه من سلوك سبيل والده ولا سيما وقد نشأ ال بين الأعراب الذين يصلحون جسومهم بإخراب الأرض ، وساله أن يعفى الناس مماكرهوه؛ فإنهم لا يملكونه طائعين ولا يقصرون فى فاعه عن ذلك بكل ما امكنهم.
فلما قضى رييس الموابذة كللمه، تكلم بهرام فحمد الله سبحانه وشكر نعصه عنده، وصدق رتيس الموابذة فيما تسب اليه يزدجرد من الجور والسف، ثم التبع ذلك بذكر ما كان يتمناه من مصير الملك إليه؛ ليزيل رسوم الجور ويشد قواعد الحق، وينيق الرعية من حللوة رأفته وإحسانه أضعاف ما أذاقهم أبوه من علظته واساعته .
ثم أعلمهم أنه لا يترك تراث أبيه ولا يالو جهدا فى تحصيله ، وأنه مع ذلك يدعوهم إلى أن يضعوا تاج الملك وزينته بين أسنين ضاريين ويحضر هو (1) انجاد ، مفردها نجد : وهو الشجاع السريع الإجابة إلى ما دعى إليه .
(2) الموابذة ، مفردها الموبد : وهو كاضى المجوس .
Страница 125