============================================================
، والتدابر.
لوكان يقال : لا تطا أرضا وطنها عدوك إلا على توق واحتراس ، وتوقى افتراس، ولا يغرك خروجه منها وبعده عنها، فربما رتب فيها شباعا، ونصب لك بها اشر اكا .
الاوكان يقال : لا تغش عدوك إلا متسلحا متحرزا متحفظا ، ولا يغرك منه اسسلامه والقاؤه السلاح، فما كل سلاح يدرك بالبصر ، وقد غر الراهب اللص بعل ذلك فتم له عليه ما أراد فقالت القردة : أخبرنا عن ذلك .
فقال : ذكروا أن راهبا كان فاضلا من الرهبان وكان متبتلا فى قلاية(1) له بظاهر اللانقية(1)، وكان شيخا فانيا قد نهكته العبادة ، وكان النصارى يخصونه بالصدقات فيقلها ، ويعطيها أهل الفاقة(2) لزهده فى النيا ، وأن لصا من اللصوص رأى كثرة ها يخص به الراهب من الصقات، فحدث نفسه بأن يسور(2) على قلايته، وظن أنه سيصيب عنده كثيرا .
فتحيل ليلة من الليالى حتى تسور القلاية وحصل مع الراسب فى بيت تعبده، فوجده قائما يصلى والسراج يزهو فى البيت فصاح اللص بالراهب : فر آيها الشيخ قبل أن القى عنك راسك، فالتفت الراهب فرأى اللص ، وإذا هو شاب شديد البنية فى يده سيف مصلت، فعلم أنه لا قبل له به، فقطع صلاته وفر بين ال يدى اللص إلى ناحية من البيت فى حائطها طاق(5)، فأدخل الراهب رأسه فى الطاق ، ورد يديه الى خلفه كما يصنع بالكتوف(2)، فلما رأى اللص أن الراهب قد استسلم وخبا رأسه القى سيفه ووثب نحو الراهب ليقبض عليه، (1) القلاية : كلمة يونانية تعنى مسكن الأسقف والرهبان : (1) اللانقية : مدينة فى سوريا على ساعل المتوسط وهى أيضا ميناء . فتعها العرب قديما الاولى من أعمال حمص وهى غربى جبلة وهى الأن من أعمال حلب . معجم البلدان .(10532 (3) الفاقة : أهل الحاجة والفقر .
(4) أى يصعد على الحائط .
5) نافذة .
(2) الكتوف : الذى شدت يداه إلى خلف الكتفين .
Страница 111