Поведение для понимания стран королей
السلوك لمعرفة دول الملوك
Редактор
محمد عبد القادر عطا
Издатель
دار الكتب العلمية
Издание
الأولى
Год публикации
١٤١٨هـ - ١٩٩٧م
Место издания
لبنان/ بيروت
قد سجنه الْملك الْأَشْرَف - وَنقل الْأَشْرَف إِلَى تربته وَأمر الْكَامِل فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس جُمَادَى الْآخِرَة أَلا يُصَلِّي أحد من أَئِمَّة الْجَامِع الْمغرب سويى الإِمَام الْكَبِير فَقَط لِأَنَّهُ كَانَ يَقع بصلاتهم تشويش كَبِير على الْمُصَلِّين وَورد الْخَبَر باستيلاء الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب بن الْكَامِل على سنجار ونصيبين والخابور وَقدم رَسُول الْخَلِيفَة بِمَال إِلَى الْملك الْكَامِل ليستخدم بِهِ عسكرًا للخليفة فَإِنَّهُ بلغه توجه التتر إِلَى بَغْدَاد فَقَامَ الْملك الْكَامِل لما سلم إِلَيْهِ كتاب الْخَلِيفَة وَوَضعه على رَأسه وَكَانَ جملَة مَا حضر من المَال مائَة ألف دِينَار مصرية فَأمر الْملك الْكَامِل أَن يخرج من بَيت المَال مِائَتَا ألف دِينَار ليستخدم بهَا العساكر وَأَن يجرد من عَسَاكِر مصر وَالشَّام عشرَة آلَاف نجدة للخليفة وَأَن يكون مقدم العساكر النَّاصِر دَاوُد وَألا يصرف مِمَّا حضر من المَال شَيْء بل يُعَاد بِكَمَالِهِ إِلَى خزانَة الْخَلِيفَة فَتَوَلّى اسْتِخْدَام الأجناد الأميران ركن الدّين الهيجاوي وعماد الدّين بن موسك وَأَن يَكُونَا مَعَ النَّاصِر دَاوُد فِي خدمته فاستخدم النَّاصِر الْعَسْكَر وَسَار إِلَى بَغْدَاد وهم نَحْو ثَلَاثَة آلَاف فَارس وَشرع الْكَامِل يتجهز لأخذ حلب فخاف الْمُجَاهِد صَاحب حمص وَبعث ابْنه الْمَنْصُور إِبْرَاهِيم فتقرر الْأَمر على أَن يحمل الْمُجَاهِد كل سنة للْملك الْكَامِل ألفي ألف دِرْهَم فَعَفَا عَنهُ. وَكَانَ مُنْذُ دخل الْكَامِل إِلَى قلعة دمشق قد حدث لَهُ زكام فَدخل فِي ابْتِدَائه إِلَى الْحمام وصب على رَأسه المَاء الْحَار فاندفعت المُرَاد إِلَى معدته فتورم وَعرضت لَهُ حمى فَنَهَاهُ الْأَطِبَّاء عَن الْقَيْء وحفروه مِنْهُ فاتفق أَنه تقيا لوقته فِي آخر نَهَار الْأَرْبَعَاء حادي عشري شهر رَجَب بقاعة الْفضة من قلعة دمشق فحفن بهَا بكرَة الْغَد وعمره نَحْو من سِتِّينَ سنة وَذَلِكَ بعد موت أَخِيه الْأَشْرَف بِنَحْوِ سِتَّة أشهر فَكَانَت مُدَّة ملكه دمشق هَذِه الْمرة أحدا وَسبعين يَوْمًا وَمُدَّة مَمْلَكَته بِمصْر - بعد موت أَبِيه - عشْرين سنة وَثَلَاثَة وَأَرْبَعين يَوْمًا - وَقيل وَخَمْسَة وَأَرْبَعين يَوْمًا - وَكَانَت فِي أَيَّام أَبِيه نَحْوهَا فَحكم مصر قَرِيبا من أَرْبَعِينَ سنة ومولده فِي الْخَامِس وَالْعِشْرين من ربيع الأول سنة سِتّ وَسبعين وَخَمْسمِائة. وَكَانَ يحب أهل الْعلم ويؤثر مجالستهم وشغف بِسَمَاع الحَدِيث النَّبَوِيّ وَحدث بِالْإِجَازَةِ من أبي مُحَمَّد بن بري وَأبي الْقَاسِم البوصيري وعدة من المصريين وَغَيرهم وَتقدم عِنْده أَبُو الْخطاب بن دحْيَة وَبني لَهُ دَار الحَدِيث الكاملية بِالْقَاهِرَةِ وَجعل عَلَيْهِمَا
1 / 380