Поведение для понимания стран королей
السلوك لمعرفة دول الملوك
Редактор
محمد عبد القادر عطا
Издатель
دار الكتب العلمية
Издание
الأولى
Год публикации
١٤١٨هـ - ١٩٩٧م
Место издания
لبنان/ بيروت
سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة فِيهَا اجْتمع رَأْي الفرنج على الرحيل من عكا إِلَى مصر وَالِاجْتِهَاد فِي تَملكهَا فأقلعوا فِي الْبَحْر وأرسوا على دمياط فِي يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع شهر ربيع الأول الْمُوَافق لثامن حزيران على بر جيزة دمياط فَصَارَ النّيل بَينهم وَبَين الْبَلَد وَكَانَ إِذْ ذَاك على النّيل برج منيع فِي غَايَة الْقُوَّة والامتناع فِيهِ سلاسل من حَدِيد عِظَام الْقدر والغلظ تمتد فِي النّيل لتمنع المراكب الْوَاصِلَة فِي بَحر الْملح من عبور أَرض مصر وتمتد هَذِه السلَاسِل فِي برج آخر يُقَابله وَكَانَا مشحونين بالمقاتلة وَيعرف الْيَوْم مكانهما فِي دمياط ببين البرجين. وَصَارَ الفرنج فِي غربي النّيل فأحاطوا على معسكرهم خَنْدَقًا وبنوا بدائره سورا. وَأخذُوا فِي محاربة أهل دمياط وَعمِلُوا آلَات ومرمات وأبراجا متحركة يزحفون بهَا فِي المراكب إِلَى برج السلسة ليملكوه حَتَّى يتمكنوا من الْبَلَد فَخرج الْكَامِل بِمن بَقِي عِنْده من الْعَسْكَر فِي ثَالِث يَوْم من سُقُوط الطَّائِر لخمس خلون من ربيع الأول وَتقدم إِلَى وَالِي الغربية بِجمع سَائِر العربان وَسَار فِي جمع كثير وَخرج الأسطول فَأَقَامَ تَحت دمياط وَنزل السُّلْطَان الْكَامِل بِنَاحِيَة العادلية قَرِيبا من دمياط وسير الْبعُوث ليمنع الفرنج من العبور وَصَارَ يركب فِي كل يَوْم عدَّة مرار من العادلية إِلَى دمياط بتدبير الْأُمُور وإعمال الْحِيلَة فِي مكايدة الفرنج. وألح الفرنج فِي مقاتلة أهل البرج فَلم يظفروا بِشَيْء وَكسرت مرماتهم وآلاتهم وَتَمَادَى الْأَمر على ذَلِك أَرْبَعَة اشهر هَذَا وَالْملك الْعَادِل يُجهز عَسَاكِر الشَّام شَيْئا بعد شَيْء إِلَى دمياط حَتَّى صَار عِنْد الْكَامِل من الْمُقَاتلَة مَا لَا يكَاد ينْحَصر عدده. وَفِي أثْنَاء ذَلِك ورد الْخَبَر بحركة الْملك الْغَالِب عز الدّين كيكاوس السلجوقي سُلْطَان الرّوم إِلَى الْبِلَاد الشامية بموافقة الْملك الصَّالح صَاحب آمد وَغَيره من مُلُوك الشَّام وَأَنه وصل إِلَى منبج وَأخذ تل بَاشر وَاتفقَ كيكاوس مَعَ الْملك الْأَفْضَل عَليّ
1 / 309