Султан Мухаммад Фатих
السلطان محمد الفاتح: فاتح القسطنطينية
Жанры
3
وفي أوائل أبريل، في اليوم الخامس منه، ظهر الجيش العثماني أمام أسوار مدينة القسطنطينية، بين دعاء العلماء والأشراف من آل بيت الرسول
صلى الله عليه وسلم . ظهر الجيش العثماني منظما تنظيما رائعا على نسق منقطع النظير في ذلك الوقت. وبدت الفرق بجانب الفرق في أعلامها وطبولها وأبواقها وموسيقاها وخيلها ومدافعها المكونة من أربع عشرة بطارية، واثنين وستين مدفعا ودواب الحمل الكثيرة العدد.
ونصب السلطان سرادقه محاطا بالخنادق على الشاطئ الأيسر لوادي ليكوس أمام الباب المشهور بباب القديس رومانوس. وسلطت على ذلك الباب المدافع القوية البعيدة المدى. ثم اتجه السلطان نحو القبلة وصلى ركعتين، وصلى الجيش كله، وبدأ الحصار الفعلي.
وانطلق العلماء وأهل الدين إلى الفرق العسكرية المختلفة يحثونها على القتال، واحتل العثمانيون الخط الممتد من بحر مرمرة إلى القرن الذهبي محيطين بأسوار المدينة، ولم يهتم السلطان بإعداد جنوده وتموينهم بالأسلحة والمدافع العظيمة والغذاء فحسب، بل اهتم اهتماما زائدا بتنسيق عمل القوات، ووضع الخطط المنظمة التي يتعاون فيها الفرسان مع المشاة مع المدفعية في الحصار والهجوم.
ولقد وضع السلطان محمد الثاني الفرق الأناضولية، وهي أكثر الفرق عددا بحيث تعسكر عن يمينه إلى بحر مرمرة. وإلى شمال هذه الفرق وعن يساره عسكرت الفرق الأوروبية إلى القرن الذهبي. والتف الحرس السلطاني المكون من نخبة الجنود وهم الإنكشارية، خمسة عشر ألفا حول السلطان في الوسط، وكان عليهم تعضيد الهجوم في جهة باب القديس رومانوس، وهي أضعف نقطة في الدفاع.
وشاهد سكان القسطنطينية ذلك المنظر المخيف من أعلى أسوار مدينتهم. وفي الوقت نفسه جمع السلطان أسطولا عظيما هو أول أسطول تركي بالمعنى الصحيح في مدينة جاليبولي وهي قاعدة العثمانيين البحرية في ذلك الوقت، وأمر السلطان ذلك الأسطول فعبر بحر مرمرة إلى البوسفور حيث ألقى مراسيه هناك، حيث انضمت إليه بعض السفن العثمانية من البحر الأسود، فأضاف منظره إلى منظر الجيوش المحاصرة روعة على روعة، وقوة على قوة، وعمل على زيادة الذعر في المدينة المحاصرة.
واقترب العثمانيون من الأسوار، وعندئذ طلب السلطان من الإمبراطور أن يسلم المدينة للأتراك ويتعهد السلطان بأن يحترم حياة سكانها وممتلكاتها، وطلب محمد من قسطنطين ذلك الطلب حقنا للدماء ورحمة بالسكان، ولكن الإمبراطور قسطنطين رفض ذلك الطلب رفضا باتا، فلم يكن للسلطان مفر من الحرب.
درس السلطان محمد الثاني حالة الأسوار وقوتها من القرن الذهبي إلى بحر مرمرة بنفسه لكي يكشف عن النقط الضعيفة، ثم استعرض جنوده وقوى من روحهم المعنوي ووعدهم بالنصر، ثم قسم القيادة فجعل زغنوس باشا - وأصله ألباني - على رأس الجيش غير النظامي الذي يعسكر على أعالي بيره، وعليه مراقبة سكان غلطة الجنويين، وعليه أن يمنعهم بالقوة إذا استلزم الأمر من مد يد المساعدة إلى المدينة المحاصرة.
وجعل صاريجه باشا على الميسرة وهو بايلرباي «حاكم» روملي وواجبه الهجوم على المدينة من أعالي القرن الذهبي، وجعل الإشراف على المدفعية العثمانية وجعل على جنوده الآسيويين أو الأناضولية إسحق باشا بايلرباي الأناضول هو ومحمود باشا ، وكل منهما عظيم الامتياز كبير التجربة في أمور الحرب، وجعل السلطان لنفسه هو وخليل باشا قيادة الوسط. وكانت المدفعية العثمانية في ذلك الوقت أكبر مدفعية عرفها العالم.
Неизвестная страница