أعظم بها من نسبة نبوية ... علوية تنمي لأصل أطهر
قد شرّفت بدءًا بأشرف مرسل ... ونهايةً بالسيد الحسن السرى
فخر الخلائق درة التاج الذي ... بسواه هام ذوي العلا لم تفخر
بشر ولكن في صفات ملائك ... جليت لنا أخلاقه فاستبصر
لم تلقه يومي وغًا وعطا سوى ... طلق المحيا في حلي المستبشر
يلقى العفاة وقد تلألأ وجهه ... بسنا السرور وذاك أنضر منظر
يعفو عن الذنب العظيم مجازيًا ... جانيه بالحسنى كان لم يوزر
يا سيد السادات دونك مدحة ... نفحت بعرف من ثناك معطر
قد فصلت بلآلئ المدح التي ... وقف ابن أوس دمنها والبحتري
وافتك ترفل في برود بلاغة ... وراعة ببرود صنعا تزدرى
صاغت حلاها فكرة قد صانها ... شمم الاباء عن امتداح مقصر
ما شانها نظم القريض تكسبا ... لولا مقامك ذو العلا لم تشعر
ما شانها إلا اكتساب فضائل ... تغنيه عن شرف العظام النخر
فوردت منهلها الروى فلم أجد ... أحدًا فنلت صفاه غير مكدر
فنهلت منه وعلني بنميره ... وطفقت وارده ولما أصدر
وطفقت فيه غائضًا للآلئ ... في غير نظم مديحكم لم تنثر
لا تدعني العليا رضيع لبانها ... إن كنت في تلك المقالة مفترى
خذها عقيلة كنز خدر فصاحة ... سفرت نقابًا عن محيا مسفر
جمعت بلاغة منطق الأعراب مع ... حسن البيان ورقة المستحضر
لو سامها قس لما سمعت له ... بعكاظ يومًا خطبة في منبر
شرفت على من عارضته بمدح من ... أضحى القريض به كعقد جوهري
فاستجلها وافت تهني بالذي ... نفحت بشائره بمسك أذفر
نصر تهز بنوده ريح الصبّا ... خفقت على هام الأشم الحزمري
هو نجلك المنصور دام مؤيدًا ... بك أينما يلق العزيمة يظفر
لا زلتما في ظل ملك باذخ ... وجنود ملككم ملوك الأعصر
مستمسكين بهدى جدكم الذي ... بالرعب ينصر من مسافة أشهر
أهدى الآله صلاته وسلامه ... لجنابه في طي نشر العبهر
ولآله ولصحبه والتابع ... ين لهم باحسان ليوم المحشر
ما استنشق الأبطال في يوم الوغا ... نقع العجاج لدى هياج العثير
قلت ربما تشوق الواقف على هذه القصيدة إلى قصيدة ابن هانيء المعارضة لها فيحب الوقوف عليها فلا يجدها وها هي قد أوردتها بجملتها وقد نقلتها من ديوانه قال أبو القاسم محمد بن هانيء الأندلسي يمدح جعفر بن علي أمير الزاب من المغرب
فتقت لكم ريح الجلاد بعنبر ... وأمدكم فلق الصباح المسفر
وجنيتم ثمر الوقائع يانعًا ... بالنصر من ورق الحديد الأخضر
وضربتم هام الكماة ورعتم ... بيض الخدور بكل ليث مخدر
ابنى العوالي السمهرية والسيو ... ف المشرفية والعديد الأكثر
من منكم الملك المطاع كأنه ... تحت السوابغ تبع في حمير
القائد الخيل العتاق شوازيًا ... خزرًا إلى لحظُ السنان الأخزر
شعث النواصي حشرة آذانها ... قب الأياطل داميات الانسر
تنبو سنابكهن عن عفر الثرى ... فيطأًن في خد العزيز الأصعر
جيش تقدمه الليوث وفوقها ... كالفيل من قصب الوشيج الأسمر
وكأنما سلب القشاعم ريثها ... مما تشق من العجاج الكدر
وكأنما شملت قناه ببارق ... متألق أو عارض مثعنجر
1 / 45