الحديث الخامس عشر

روى الزهري قصة غزوة ذات السلاسل واختلاف أبي عبيدة بن الجراح مع عمرو ابن العاص على الإمارة وفيها شكوى عمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من عمرو بن العاص فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لن أؤمر عليكم بعدها إلا منكم)) يريد المهاجرين.

الإسناد ضعيف فهو من مرسلات الزهري وفي إسناده ابن لهيعة وفيه كلام، لكن إن صح المتن فهو دليل على إخراج عمرو بن العاص من المهاجرين مع أنه قد هاجر (هجرة عامة) قبل فتح مكة، لكنه لم يدرك الهجرة الشرعية التي نزلت النصوص في الثناء عليها لعدم الحاجة له يومئذ.

ويدل على ذلك رواية أخرى عن عروة بن الزبير في ذكر القصة نفسها وفيها قوله: (قال المهاجرون: أنت أمير أصحابك وأبو عبيدة أمير المهاجرين).

هذا السند ضعيف فيه ابن لهيعة، وهو مرسل، إضافة لتدليس الوليد بن مسلم لكنه يصلح شاهدا في المغازي،ونلمح فيه شاهدا للمتن السابق لأن المتن الأخير يشير -ولا يدل دلالة واضحة- إلى إخراج عمرو بن العاص من المهاجرين فيشهد للأثر السابق،ومن دلائل إخراج عمرو بن العاص -مع هجرته العامة- من الهجرة الشرعية رواية الشعبي التي فيها (بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جيش ذات السلاسل فاستعمل أبا عبيدة على المهاجرين واستعمل عمرو بن العاص على الأعراب...).

السند صحيح إلى الشعبي لكنه يبقى مرسلا وفيه شاهد للمعنى المتقدم من إخراج عمرو بن العاص من الهجرة الشرعية، فلا يخلو الأثر من دلالة.

Страница 120