Суфизм: его возникновение и история
الصوفية: نشأتها وتاريخها
Жанры
81
وقد عكس وجود الفنصوري الكونية التي تسببت فيها معدلات التجارة في المنطقة؛ فعندما زار الرحالة الشمال أفريقي ابن بطوطة (المتوفى عام 1368) مملكة باساي، تحدث عن أنه وجد عالمين إيرانيين خبيرين في الفقه الإسلامي يعملان في خدمة السلطان.
82
وفي عصر الفنصوري؛ أي بعد قرن من هذه الزيارة، كانت باساي قد أصبحت ملتقى دينيا وتجاريا نقل منه الفنصوري ومريدوه التقليد الصوفي إلى مناطق جغرافية جديدة. ومن خلال استخدامهم اللغة الملايوية لغة للكتابة، وصلت تعاليم الصوفي الأندلسي الكبير ابن عربي (المتوفى عام 1240) إلى جماهير لم يكن ليحلم بها مطلقا؛ مما أدى إلى توسيع نطاق عملية إضفاء الطابع المحلي على التعاليم الصوفية التي شهدناها في الفصل الثاني إلى آفاق جديدة. وتعد كتابات الفنصوري الشعرية والعقائدية الغزيرة المكتوبة باللغة الملايوية أهم الأمثلة المبكرة في هذا الشأن.
83
وفي الوقت الذي بحث فيه الفنصوري عن مرادفات ملايوية للمصطلحات الصوفية أثناء عملية إضفاء الطابع المحلي على التعاليم الصوفية، اقترض المصطلحات الأساسية العربية الأصلية التي استخدمها الصوفيون الأوائل في بغداد ليستخدمها في الصوفية الملايوية؛ مما ساعد في الحفاظ على صلة هذه الصوفية الجديدة بالتقليد الصوفي القديم.
84
وفي وقت متأخر نسبيا، اقترضت أيضا كلمات أساسية مثل «ولي» إلى اللغة الجاوية نقلا من المصطلحات الصوفية العربية.
وعلى غرار الصورة الأكبر للتفاعل بين الدول والصوفيين في أوائل العصر الحديثة، فقد حدث تكييف للتقليد الصوفي وفقا للسياق الثقافي الملايوي الجديد هذا، في إطار أجندات أيديولوجية أوسع نطاقا. ونظرا لأن الصوفيين من أمثال الفنصوري كانوا مدعومين من مناصريهم من الحكام، فإنه ليس من المفاجئ أن الصوفية التي دعمها هؤلاء المناصرين كانت تعزز سلطتهم ولا تقلل منها. وعلى الرغم من ذلك، فإنه يجب القول إن ظروف الفنصوري وكذلك زمن حياته المهنية يبقيان محل خلاف؛ ومن ثم، يمكننا الحديث بمزيد من الوضوح عن التفاعل بين الصوفيين والدولة في جنوب شرق آسيا في القرن السابع عشر فقط، كما سنرى فيما يلي. (7) آسيا الوسطى: مجتمعات الأضرحة
إذا كانت الصورة في جنوب شرق آسيا ضبابية أثناء القرن السادس عشر، فإننا نمتلك توثيقا أكثر كمالا للعلاقة بين الطرق الصوفية والدولة في آسيا الوسطى. كما رأينا في الفصل الثاني، في منطقة كانت الهياكل التنظيمية للسلالات القبلية الحاكمة فيها ترتبط مع المجتمع الأوسع نطاقا بروابط ضعيفة نسبيا؛ فقد شهد القرن الخامس عشر ظهور قائد ينتمي لأحد فروع الطريقة النقشبندية، أصبح أكبر مالك للأراضي في آسيا الوسطى، وأيضا حاكما لدولة موازية استمرت بعد زوال حكام الدولة التيمورية والدولة الشيبانية، وفاقت حدودهما في المنطقة. وتمثل الطريقة النقشبندية حالة مهمة؛ لأنها تظهر كيف يمكن أن تصبح الطريقة نفسها مختلفة للغاية في الأماكن المتعددة الموجودة بها؛ مما يشير إلى التفاعل بين التقليد والمشاركين فيه وبيئته. وإذا ظلت النقشبندية في الأراضي العثمانية شبه منظمة طوال فترة أوائل العصر الحديث، فإنه لم يكن من الممكن أن يصبح حالها أكثر اختلافا في المدن الواحية في آسيا الوسطى؛ فبعد تكوينها هيكلا تنظيميا مركزيا تحت قيادة عبيد الله أحرار (المتوفى عام 1490)، أسست (أو بالأحرى أسس أتباع عبيد الله أحرار) فعليا دولة خاصة بها، وانتهجت نظام «الحماية» الذي تلقى من خلاله أعضاؤها البركات الروحانية، وكذلك مساعدة ملموسة متمثلة في العمل في الأراضي الزراعية الشاسعة التي يمتلكها أحرار.
Неизвестная страница