Суфизм: его возникновение и история
الصوفية: نشأتها وتاريخها
Жанры
ولم يكن المغول الحكام الوحيدين في جنوب آسيا في فترة أوائل العصر الحديث الذين استخدموا نماذج السلطة الصوفية هذه لأغراض البلاط الملكي خاصتهم، فبعد قرن من حكم جهانكير كون الحاكم الهندوأفغاني محمد خان بنكش (الذي حكم من عام 1713 إلى عام 1743)، من مملكته الجبلية الصغيرة إلى شمال دلهي، لنفسه شخصية مشابهة، مزجت ما بين صورة الشيخ الصوفي وصورة الغازي، وشجع كل فرد من أفراد حاشيته على اعتبار نفسه من مريديه الصوفيين؛ ومن ثم، كانت نماذج السلطة الصوفية من السهل نقلها إلى حد كبير.
57
وكما هو الحال مع الصفويين والعثمانيين، فقد عبرت الثقة الجديدة لدولة المغول عن نفسها، في أوائل العصر الحديث، في استعدادها لمواجهة واحتواء الجماعات التي هدد استخدامها للتقليد الصوفي السلطة الإمبراطورية. ومثلما سعى العثمانيون والصفويون في نهاية المطاف إلى قمع الصوفية القزلباشية القبلية، ففي عهد جلال الدين أكبر قوبلت بقمع شديد الحركة الروشنية الموحدة للقبائل التي قادها الصوفي صاحب الشخصية الجذابة بايزيد الأنصاري (المتوفى عام 1585) وسط القبائل الأفغانية على الحدود الشمالية.
58
في العموم، تعكس تعاملات البلاط المغولي مع الصوفية الأدوار المختلفة التي لعبتها الصوفية في المجتمع الهندي في العموم خلال فترة الحكم المغولي.
59
وتفوقت الإمبراطورية المغولية على غيرها من الإمبراطوريات الأخرى في هذه الفترة، في تجميع عدد من الجماعات العرقية والدينية المتنوعة معا، وعلى الرغم من خضوع هويات هذه الجماعات للتغير على مر الزمان، فقد وجدت اختلافات وتحزبات واضحة فيما بينها. وأدت تعددية المجتمع المغولي وتعقيده إلى توجيه الطرق والطوائف الصوفية إلى اتجاهين مختلفين، كان أحدهما يرى أن الانتماءات الصوفية تضاهي وتحاكي أشكال الارتباط العرقي أو اللغوي أو الطبقي، والاتجاه الآخر كان يرى أنها بمنزلة وسيط للتفاعل بين الجماعات المختلفة يؤدي إلى لم الشمل الاجتماعي. من ناحية، نجد أن الأشخاص الذين تجمعوا حول أحد الصوفيين كانوا في الأساس من الجماعة العرقية التي ينتمي إليها الصوفي نفسه، وقد ظهر هذا العامل من سياق الهجرة والتهجير، الذي كان من سمات المجتمع الإمبراطوري.
60
ومن الناحية الأخرى، نجد حالات كثيرة يكون فيها الشيوخ الصوفيون الأحياء أو أضرحتهم وسائل للاندماج الاجتماعي، من خلال تجميع أعضاء من جماعات عرقية وحتى دينية مختلفة معا.
61
Неизвестная страница