فإن، لم يجمع الإنسان بين سؤالين ويجعلهما سؤالا واحدا، فإن الضلالة ليس تكون من اشتراك الاسم ولا من المراء، بل عسى أن تكون تبكيتا أولا تكون. وذلك أنه ما الفرق بين أن يسأل عن قلياس وثامسطوقولوس: هل هما موسيقاران؟ — وبين أن يجعل لهما اسما واحدا وهما مختلفان. فإن كان دالا على كثيرين فإنه يسأل عن كثيرين مسئلة واحدة. فإن لم يكن صوابا أن يجيب عن مسألتين جوابا واحدا على الإطلاق، فظاهر أن ليس جوابنا فى الواحد أيضا من هذه المتفقة أسماؤها بصواب، وبالجملة ولا لو صدق فيها كلها، بمنزلة ما يوجب ذلك بعض الناس. وذلك أنه لا فرق بين المسئلة عن هذه وبين المسئلة عن قوريسقوس وقالياس هل هما فى البيت أو ليس هما فى البيت: كانا جميعا حاضرين أم لم يكونا، لأن المقدمات المثناة كثيرة، فليس من أجل أن القول الذى هذه حاله صدق فى مسئلة واحدة يمكن إذا سئلنا عن عشرة آلاف سؤال آخر أن يجيب عن جميعها إما «بنعم» أو «لا»، ويكون قولنا صادقا، بل يجب ألا يجيب بجواب واحد، لأن الكلام يعدم. وعلى هذا المثال بعينه لكثيرين. فإن كان ليس يجب إذن أن يجيب عن مسئلتين جوابا واحدا، فظاهر أنه ولا عن الأسماء المشتركة ينبغى أن يجيب׃ «نعم» أو «لا»: 〈ولا〉 المجيب يخلص 〈بهذا〉 من تبعة 〈فى〉 جوابه، بل إنما قال قولا؛ إلا أن هذا يجرى فى بعض ما يتكلم به للذهول عما يعرض.
ومن قبل أن التى ليست تبكيتات يظن أنها موجودة شيئا ما، كما قلنا، فعلى هذا المثال بعينه توجد أشياء ليست حلولا يظن أنها شىء ما من غير أن تكون حلولا. فينبغى أحيانا أن نأتى بهذه التى قلنا خاصة إما نحو الأقاويل الصحيحة التى تكون فى الأقاويل الجهادية، أو نحو المقاومة التى تكون مضعفة.
Страница 909