أكثر منها إذا كانت مع نفوسهم؛ وذلك أن المفاوضة تكون مع أغيارنا بالألفاظ، فأما مع نفوسنا فليست بدون تلك، لأنها تكون من ذلك الأمر نفسه. فقد يعرض للإنسان أيضا أن يضل بنفسه إذا كان مفكرا فى القول. والضلالة أيضا تكون من قبل التشابه، والتشابه إنما يقع فى اللفظ. فأما التى تكون من العرض فلأنا لا نقدر على تمييز ما هو واحد بعينه وما يختلف، وما هو واحد وكثير، ولا على تمييز أصناف الحمل. وجميع هذه أعراض للأمور. — وعلى هذا المثال أيضا تكون هذه التى من اللوازم. وذلك أن اللزوم جزء ما للتى من العرض؛ من قبل أنه أيضا مما يظن مقولا على كثير على هذا النحو إن كان هذا غير مفارق لهذا فإن الآخر يكون غير مفارق لذاك؛ ونحن نلغى بالكلية ذكر التى تكون عما به القول من النقص، وهى التى تكون عن وجود الشىء من جهة وعلى الإطلاق، من قبل أنها مما تكاد أن تكون ضلالة، لأن القول لم يستثن فيه بما يدل على ما الشىء أو كيف هو أو متى. وكذلك أضا يضرب عن التى يؤخذ فيها المطلوب وعن التى لغير علة وعن جميع التى المسائل الكثيرة فيها واحدة. وذلك أن الضلالة فى جميعها تكون لأنا لا نكاد نبحث بحثا مستقصى: لا من حدود المقدمات، ولا عن القياس، للسبب المذكور.
[chapter 8: 8] 〈المباكتات السوفسطائية فى المادة〉
فإذ قد حصل لنا كم الأسباب التى عنها تكون القياسات المظنونة، فإنا نكون قد وجدنا أيضا: كم الأسباب التى عنها تكون القياسات السوفسطائية والتبكيتات، وأعنى بالتبكيت والقياس السوفسطائى ليس الذى يظن قياسا وتبكيتا، وليس كذلك، فقط، بل والموجود كذلك، فليس بمظنون من قبل الموضوع الخاص بالأمر. وهؤلاء هم الذين ليس يبكتون ويثبتون للذين لا يعلمون من الأشياء المأخوذة من ذات الأمر، فإن هذا هو فعل الجدلى. وذلك أن صناعة الجدل تنتج الكذب عن تجزئة. والمجزأة هى جزء من الجدلية: وهذه فإنما يمكنها إنتاج الكذب لأن المجيب ليس بعالم. والتبكيتات السوفسطائية، وإن كانت تنتج النقيض، فليس إنما تفيد من ليس بعالم علما؛ لكنها تعوق بهذه الأقاويل من كان عالما.
Страница 814