Sufism - Origin and Sources
التصوف - المنشأ والمصادر
Издатель
إدارة ترجمان السنة
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
Место издания
لاهور - باكستان
Жанры
ذلك ... وأن لا يدخل عليه في خلوة إلا بإذنه، وأن لا يرفع الستارة التي فيها الشيخ إلا بإذنه وإلا هلك كما وقع لكثير) (١).
فلنرجع إلى موضوعنا ونقول: إن القوم يجعلون متصوفيهم معصومين حيث لا يجيزون الاعتراض عليهم، ويقولون:
(من قال لأستاذه: لِمَ لا يفلح) (٢).
لأن (الشيخ في أهله كالنبي في أمته) (٣).
وعلى ذلك قال القشيري:
(من شرط المريد أن لا يكون بقلبه اعتراض على شيخه) (٤).
وهناك حكايات ومقولات كثيرة في هذا المعنى تنبئ وتدلّ صراحة على أن عصمة المتصوفة وأوليائهم، مثل عصمة الأنبياء، وبتعبير صحيح كعصمة أئمة الشيعة، مثل الحكاية التي رواها ابن عجيبة في فتوحاته، عن بعض مشائخه قال:
(رأيت يوما شخصا استحسنته فإذا لطمه وقعت على عيني، فسالت على خدي، فقلت: آه فقيل لي: لحظة بلطمة، لو زدت لزدناك) (٥).
فمن كان هذا القائل يا ترى؟
فانظر كيف يدّعون العصمة حتى من النظر إلى أحد بتلذذ؟
وكذلك نقل أحد الرفاعيين عن الرفاعي أنه قال:
(قال لي الشيخ يعقوب: رأيت الشيطان واقفا على باب داري فهممت بضربه، فقال: أي يعقوب، أنتم أهل الإنصاف، إن في بيتكم الأحمر والأصفر (أي الذهب والفضة أو الدنانير والدراهم)، وهما لي كيف لم أجيء إلى بيتكم؟) (٦).
(١) كتاب سيدي أحمد الدردير للدكتور هبد الحليم محمود ص ١١٩. ١٢٠، ١٢١. (٢) انظر غيث المواهب العلية للنفزي الرندي ج ١ ص ١٩٧. (٣) انظر كشف المحجوب للهجويري ص ٢٥٢، غيث المواهب ج١ ص ١٩٧، صوم القلب لعمار البدليسي مخطوط ورقة رقم ١٩ المنقول من ملحق كتاب فوائح الجمال لنجم الدين الكبري تعليقة رقم ٢٢ ط ألمانيا ١٩٥٧ م، أيضا كتاب العروة للسمناني مخطوط المنقول من ختم الأولياء ص ٤٨٩، كذلك الفتوحات الإلهية لابن عجيبة الحسني ص ١٧٣. (٤) الرسالة القشيرية ج٢ ص ٧٣٦، أيضا التدبيرات الإلهية لابن عربي ص ٢٢٦، جامع الأصول للكمشخانوي ص ٢. (٥) الفتوحات الإلهية ص ١٦٣. (٦) انظر قلادة الجواهر لمحمد أبي الهدى الرفاعي ص ١٣٥ ط دار الكتب العلمية. بيروت.
1 / 211