Судан
السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)
Жанры
وقد اهتم الجمهور بهذه القضية أيما اهتمام في أثناء المحاكمة، فقد كانت المحكمة غاصة بجماهير غفيرة بينها نفر من عظماء الأمة. ولما كانت الساعة الثامنة صباحا من اليوم المحدد للمحاكمة انعقدت الجلسة برياسة حضرة القاضي محمود بك خيرت وعلي أفندي توفيق وكيل النيابة المنتدب. أما الدفاع فكان مؤلفا من الأستاذين إبراهيم الهلباوي بك محاميا عن توفيق أفندي كيرلس، والسيد أحمد بك الحسيني محاميا عن صاحب المؤيد.
ثم طلب الدفاع تأجيل القضية للاطلاع ونسخ الأوراق استعدادا للمرافعة؛ لأن أوراق القضية لم تحول إلى المحكمة إلا قبل الجلسة بثلاثة أيام فقط؛ مما جعل الدفاع لم يتمكن من الاستعداد للمرافعة؛ فأجلت القضية إلى يوم الأربعاء الموافق 18 نوفمبر سنة 1896. وفي هذه الجلسة سمعت المحكمة أقوال المتهمين، وشهادة الشهود، ومرافعة النيابة والدفاع ورد الدفاع على مرافعة النيابة. وفي الساعة السادسة من مساء يوم الخميس 19 نوفمبر سنة 1896 أصدر حضرة القاضي حكمه في الجلسة بحبس توفيق أفندي كيرلس ثلاثة أشهر بناء على إفشائه تلغراف السردار، وببراءة ذمته من تهمة إفشاء تلغراف للمقطم، وبتحمله ربع مصاريف الدعوى، وبراءة ساحة صاحب المؤيد من التهمتين لعدم وجود أدنى دليل على ثبوت إحداهما ضده.
مدينة الخرطوم.
ولقد علقت معظم جرائد الشرق والغرب على هذه القضية الغريبة، وتناولها البرلمان الإنكليزي بالمناقشة. (5) الكشاف والكشوفية في النوبة
جاء في الجزء الأول من هذا الكتاب أنه قد حكم بعض أقاليم السودان دولة من الكشاف. وبعد إعادة السودان ظل في النوبة أشخاص يعرفون بهذا الاسم. وقد ذكر حضرة الأستاذ محمد رمزي بك أن: لكلمة «الكاشف» جملة معان. فقد كانت تطلق قديما على «حاكم» الإقليم، ويقابلها في وقتنا الحاضر «مدير»، فكان يقال للحاكم «كاشف»، وللإقليم - كشوفية - كما يقال اليوم للحاكم الإداري في الأقاليم: مدير، وللإقليم الذي يديره مديرية.
وكانت مصر في عهد دولة المماليك مقسمة إلى أعمال - مديريات - وكان فيها كشوفيات، وهي كشوفية الإسكندرية، وكشوفية الوجه البحري ومقرها مدينة دمنهور، وكشوفية الوجه القبلي ومقرها مدينة أسيوط، ثم جعلت هذه الكشوفيات في عهد دولة المماليك البرجية نيابات، مفردها نيابة.
ولما تولى العثمانيون حكم مصر قسموها إلى كشوفيات، وجعلوا على رأس كل كشوفية - مديرية - كاشفا «مديرا».
ولما كانت بلاد النوبة السفلى مركز الدرما بين الشلال الأول والثاني بعيدة عن البلاد المصرية وقريبة من الحدود السودانية، ويتعذر على كاشف قوص - مدير قنا - أن يلاحظ أعمال ذلك الإقليم علاوة على أعمال كشوفيته، فقد جعلت بلاد النوبة السفلى كشوفية قائمة بذاتها يرأسها كاشف، وكان مقرها ناحية الدر والديوان. وفي سنة 1520م عين حسن قوصي الجركسي كاشفا على بلاد النوبة. وتولى الكشوفة بعده ولده ثم ولد ولده وذريتهم، فصاروا يتوارثون الوظيفة إلى أيام حكم الخديوي إسماعيل، حيث أصبحت بلاد النوبة قسما من أقسام مديرية إسنا. فعين لهذا القسم ناظرا أسوة بأقسام المديريات. فالأشخاص الذين يحملون إلى اليوم لقب كاشف هم من ذرية حسن كاشف المذكور.
كازينو الخرطوم.
الفصل السابع
Неизвестная страница