Судан
السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)
Жанры
The Great Trek » عام 1836، فخرجوا طوائف تهيم في مجاهل البلاد ومعهم قطعانهم وثيرانهم وعجلاتهم الساذجة تجر الواحدة منها سبعة أو ثمانية أزواج من الثيران وتحمل أمتعتهم وأثقالهم، وبلغ عدد المنسحبين نحو 10000 من بينهم غلام نجيب يسمى كروجر «كان له شأن فيما بعد»، ونزل بعض المنسحبين في ناتال، والبعض الآخر استوطن ما بين نهر الأورنج وفرعه المسمى الفال، وقطن آخرون بإقليم شمالي نهر الفال.
وأنشأ البوير لهم في ناتال جمهورية «1838»، ولكن الإنكليز تعقبوهم هناك أيضا وضايقوهم، وأعلنوا ضم جمهوريتهم عام 1843 بدعوى أن البوير رعاياهم أنى رحلوا، وبحجة أن مستعمرة الرأس يهددها نزاع متواصل بين البوير في الناتال وجيرانهم المتوحشين المعروفين «بالكافير»
2
أو الكفرة.
لم تر كثرة بوير الناتال بدا من أن ينسحبوا مرة أخرى من الناتال وينضموا إلى إخوانهم النازلين بين الأورنج والفال، فكان ذلك مبدأ تأسيس «ولاية الأورنج الحرة»، فأعلنت إنكلترا ضمها أيضا 1848، فخرج كثير من البوير مرة ثالثة لينضموا إلى إخوانهم الذين عبروا الفال في الهجرة الأولى، وكونوا معهم جمهورية الترنسفال أو جمهورية جنوبي أفريقية «1849»، فاعترفت إنكلترا باستقلالها «1852» قانعة بضمان حرية التجارة فيها، والذي حدا بالإنكليز إلى الاعتراف باستقلال الترنسفال أنهم بدأوا يحسون ثقل التبعة الملقاة على عواتقهم لكثرة مستعمراتهم، وفي عام 1854 نزلت إنكلترا عن سيادتها عن ولاية الأورنج؛ لأنها رأت أنها تحمل عبء الدفاع ونفقاته عن هذه الولاية في وجه قبائل البسوتو المتوحشة المجاورة، وظلت ولاية الأورنج حتى سنة 1896 صديقة لمستعمرة الرأس الإنكليزية.
إذن: صارت للبوير جمهوريتان مستقلتان هما الأورنج والترنسفال، وللإنكليز مستعمرتان هما الرأس والناتال. (3-3) النزاع بين بوير الترنسفال والإنكليز
في عام 1877 أعلن لورد بيكنز فيلد رئيس الوزارة الإنكليزية وزعيم المحافظين ضم الترنسفال إلى الأملاك الإنكليزية بحجة أن فتنا متواصلة تقوم بين البوير والوطنيين في الترنسفال فتهدد أملاك إنكلترا.
ثم تولى غلادستون زعيم الأحرار الوزارة بعد بيكنز فيلد «1880»، ولم يكن غلادستون قد اعتنق الآراء الاستعمارية بعد، فأراد أن يرضي البوير، ولكن هؤلاء ثاروا بزعامة ثلاثة من رجالهم أظهرهم كروجر وهزموا الجيش الإنكليزي في موقعة «تل ماجوبا» في فبراير سنة 1881، ولم تكن الواقعة من الوقائع الحربية المجيدة، إلا أن البوير اعتزوا بها واغتروا بأنفسهم غرورا جنى عليهم فيما بعد، واعترف غلادستون باستقلال الترنسفال«1881» تحت سيادة إنكلترا.
ولكن البوير أنفوا أن يكون لأحد سيادة عليهم، فنازعوا الإنكليز حتى عقد الإنكليز معهم معاهدة لندن «1884»، ونزلوا فيها عن هذه السيادة مقابل ترخيص البوير للأوربيين جميعا في استيطان جمهوريتهم والاتجار فيها. (3-4) عودة النزاع بين الترنسفال والإنكليز
في عام 1855 كشف الذهب في الترنسفال، فلم يقبل البوير إقبالا كبيرا على استخراجه؛ لأنه لا يروقهم إلا الاشتغال بالزراعة ورعي الماشية، واجتذب الذهب إلى بلادهم أفواجا عظيمة من الأوربيين، لا سيما الإنكليز، حتى أربى عددهم على عدد البوير، ونشأت مدينة جوهانسبرج في بضع سنوات، ومدت سكك الحديد.
Неизвестная страница