قال له: «إذا شئت.»
لقد أحسن ذلك الخليفة الجبار، فهذه ثلاث خصال قلما يفلح من يتصف بها، وما أكثر انتشارها عندنا! فلا يدير أحدنا ظهره حتى تتناوشه سهام وسنان الألسنة التي لا التئام لجراحها.
فلا تسلوا خناجر الاغتياب لتمزقوا بها أعراض إخوانكم وبني عمكم وجيرانكم، فليس العرض ثوبا يرتق بعد الخزق، ولا غصنا يزداد نموا إذا شذب، إن انتقاصكم من قدر إخوانكم غائبين لا يجعلكم أسياد الحضرة، ليس بالكلام يبلغ المقام، جاء في المثل: «من غربل الناس نخلوه»، فحذار حذار! وتذكروا قول الشاعر:
إذا شئت أن تحيا سليما من الأذى
وحظك موفور وعرضك صين
لسانك لا تذكر به عورة امرئ
فكلك عورات وللناس ألسن
وعينك إن أبدت إليك مساوئا
بقوم فقل يا عين للناس أعين
فعاشر بمعروف وسامح من اعتدى
Неизвестная страница