164

Пути мира

سبل السلام

Редактор

محمد صبحي حسن حلاق

Издатель

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Издание

الثالثة

Год публикации

1433 AH

Место издания

السعودية

قالا: انطَلِقي إلى رسول الله ﷺ إلى أَنْ قالَ: ودَعَا النبيُّ ﷺ بإناءٍ ففرَّغَ فيهِ من أفواهِ المَزادَتينِ - أو السَّطِيحتَينِ ونودِيَ في النَّاس: اسقُوا واستَقُوا، فسَقَى مَنْ سقى، واستَقى مَنْ شاء - الحديث) وفيهِ زيادَةٌ ومعجزاتٌ نبويةٌ.
أحكام فقهية من الحديث
والمرادُ أنهُ ﷺ توضَّأَ من مَزَادَةِ المشرِكَةِ، وهوَ دليل لما سلفَ فِي شرحِ حديثِ أبي ثعلبةَ من طهارَةِ آنيةِ المشركينَ. ويدُلُّ أيضًا على طُهورِ جِلدِ الميتةِ بالدباغِ؛ لأنَّ المزادتينِ من جلودِ ذبائحِ المشركينَ، وذبائِحُهُم مَيْتَةٌ، ويدلُّ على طهارةِ رطوبةِ المشركِ؛ فإن المرأةَ المشركَةَ قَدْ باشرتِ الماءَ وهو دونَ القلتينِ؛ فإنهم قد صرَّحوا بأنَّهُ لا يَحْمِلُ الجملُ قَدْر القلتينِ. ومَنْ يقولُ: إِنَّ رطوبتَهم نجسةٌ ويقولُ: لا ينجسُ الماءُ إلا ما غيَّرَهُ، فالحديثُ [دليل] (^١) على ذلك (^٢).
تضبيب الإناء بالفضة جائز
٨/ ٢١ - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ﵁: "أَنَّ قَدَحَ النَّبيِّ ﷺ انكَسَرَ، فَاتَّخَذَ مَكَانَ الشَّعْبِ سَلْسَلَةً مِنْ فِضَّةٍ". [صحيح]
أَخْرَجَهُ الْبُخَاريُّ (^٣).
(وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالكٍ ﵁ أَنَّ قَدَحَ النَّبيِّ ﷺ انْكَسَرَ، فاتخذَ مكانَ الشَّعْب) بفتح الشين المعجمة، وسكون المهملة: لفظ مشترك بين معانٍ المراد [منها] (^٤) هنا الصَّدْعُ والشَّقُّ. (سَلْسَلَةً مِنْ فِضَةٍ) في القاموس (^٥): سلسلة بفتح أوله، وسكون

(^١) في النسخة (ب): "يدلُّ".
(^٢) قلت: وكذلك أكل المشركون من طعام المسلمين، فقد جاء وفود كثيرة إلى الرسول ﷺ، فيدخلهم مسجده، ويطعمهم بأواني المسلمين، ولم يثبت عنه ﷺ أنه أمر بتطهير الأواني لأكل المشركين بها، ولم يُنقل عن السلف الصالح ﵃ توقِّي رطوبات الكفار.
كما ثبت في الصحيحين [(البخاري ٨/ ٨٧ رقم ٤٣٧٢)، ومسلم (١٢/ ٨٧ - بشرح النووي)] أنه ربط "ثمامة بن أثال" المشرك بسارية المسجد.
(^٣) في صحيحه (٦/ ٢١٢ رقم ٣١٠٩).
(^٤) زيادة من النسخة (أ).
(^٥) في "القاموس المحيط" (ص ١٣١٣).

1 / 151