فيه المطر. قلت وكيف عمل؟ قال أقبل إلى السماء أول ما بدا السحاب الأسود، وهو يتكلم بما لا أفهم ثم أخذ السوط، فأدار به في موضع ستنظر إليه، وإذا هو على تل بعيد عن البلد نصف فرسخ، فأتيته فإذا هو على التل، ولم يصبه من ذلك المطر شيء، وقد خضت في الماء إلى ركبة الفرس، والمطر في أشد ما يكون، ونظرت إلى نحو مائتي ذراع في مثلها من ذلك التل ما فيه قطرة مطر، فسلمت عليه، فرد على السلام. فقلت: أبسط يديك أشهد أنك رسول الله. . . فبسط يده فبايعته بيعة الإقرار بنبوته ثم قال:
أيَّ محل ارتقى؟ ... أيّ عظم أتقى؟
وكلُّ ما قد خلق الل ... هـ وما لم يخلق
مُحتقرُ في همتي
1 / 29