203

Древние арабы. Очерки истории

دراسات في تاريخ العرب القديم

Издатель

دار المعرفة الجامعية

Номер издания

الثانية مزيدة ومنقحة

Жанры

وهناك من يرى أن "معين موصرى" لم تكن تابعة لحكومة معين الجنوبية، وإنما كانت منذ القرن الخامس قبل الميلاد، وحتى القرن الأول قبل الميلاد، مستعمرة معينية مستقلة، وأن لقب "كبير" الوارد في نصوصها لا يعني بالضرورة أن يكون حامله تابعًا لحكومة معين الجنوبية، وإنما هو لقب كان يحمله في "معين موصرى" سيد القوم وحاكمهم، على أن أصحاب هذا الرأي إنما يربطون زوال هذه المستعمرة بزوال الدولة المعينية في الجنوب، وربما كان ذلك في الوقت نفسه دليلا على أن المستعمرة الشمالية، إنما هي ولاية تخضع للحكومة الجنوبية في معين١.

١ J. Grohmann، Arabien، P.٢٧٧

٤- أهم المدن المعينية: بقيت نقطة أخيرة تتصل بالمدن المعينية، والتي أهمها دون شك "قرناو" العاصمة -وتقع على مبعدة سبعة كيلو مترات ونصف إلى الشرق من قرية الحزم، مركز الحكومة الحالي في الجوف -وقد عرفت "قرناو" كذلك، كما عرفها الكتاب القدامى من الأغارقة والرومان باسم "١Carna Karnna Katna"، وأما الأخباريون، فإن معين -في رأيهم- إنما هي من أبنية "التبابعة"، وأنها حصن بني في نفس الوقت مع "براقش" وبعد "سلحين" الذي بني -فيما يزعمون- في ثمانين عامًا٢. وأما أهم آثار قرناو فمعبد "رصاف" الذي يقع خارج أسوار المدينة، فضلا عن آثار سكنى في مواضع متفرقة من المدينة، التي يرى البعض أنها ظلت مأهولة بالسكان حتى القرن الثاني عشر الميلادي، ثم بدأت الظروف تتغير، فأخذ سكان المدينة يتناقصون شيئًا فشيئًا حتى تحولت آخر الأمر إلى خرائب٣. وهناك كذلك المركز الهام "ياثل" "براقش"، والتي بقيت حتى أيام

١ Richard، H. Sanger، The Arabian Peninsula، P.٢٣٧ وكذا O'leary، Op. Cit.، P.٩٥ ٢ البكري ١/ ٢٣٧-٢٣٨، ياقوت ١/ ٣٦٤، ٣/ ٢٣٥، ٥/ ١٦٠. ٣ جواد علي ٢/ ١١٦، وكذا. Hermann Von Wissmann Und Maria Hofner، Beitrage Zur Historischen Geographie Des Vorislamischen Sudarabien، Wiesbaden، ١٩٥٣، P.١٤

1 / 205