Духовные исследования

Ихсан Иллахи Захир d. 1407 AH
78

Духовные исследования

دراسات في التصوف

Издатель

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Жанры

نبي من الأنبياء إلا وقد سألها وطلبها من ربه مع ما فيهم سيد الأنبياء وأشرف المرسلين محمدنا خاتم النبيين ﷺ، وجدّ نبينا إبراهيم الذي أتخذه الله خليلًا وأشتياقه إلى الجنة وطلبها من ربه مذكور محفوظ في كتاب ربه وربنا، الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، حيث حكى عنه الرب ﵎ إذ يقول: ﴿رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴿٨٣﴾ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ ﴿٨٤﴾ وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ ﴿٨٥﴾ (١). هذا وقد ذكر السهلجي حكاية عن أبي موسى تدل على استخفاف الصوفية بالجنة ونيلهم من شأنها وعظمتها فيقول: " يؤتى يوم القيامة برجل من طريق النار على حالة أحسن ما يكون، فيراد أن يزداد الذي يؤتي من طريق النار ألما ووجعا فيقال له: ترى ذاك الذي يحمل إلى الجنة بتلك الزينة؟ وهو فلان. فيقول نعم، كنت سمعت أسمه في دار الدنيا. قال فيبلغ الله صوته ذلك الولي فيقف مكانه فيقال له: لم لا تذهب؟ فيقول: لا أبرح من مكاني حتى يكون معي من سمع باسمي، قال: فينادى: وهبناه منك، خذ بيده وأذهب به إلى الجنة - وكان الشيخ أبو عبد الله يقول إذا حكى هذه الحكاية: فيقول: هذا لمن سمع الإسم، فكيف لمن رأى وصحب " (٢). فالمعنى أنهم استصغروا شأن الجنة ومقامها، وجعلوا دخولها من الأمور الهينة لا تحتاج إلى كثير عناء ومشقة، بل يكفي أن يسمع الإنسان أسم وليّ من أولياء الصوفية، وحسبه ذلك من دخول الجنة والبعد عن النار. وأكثر من ذلك أنهم نقلوا عنه أنه قال: " ما النار؟ لأستندن إليها، وأقول: اجعلني لأهلها فداء أو لأبلعنها. ما الجنة؟

(١) سورة الشعراء الآية ٨٣ إلى ٨٥. (٢) النور من كلمات أبي طيفور ص ٦٨.

1 / 85