Духовные исследования
دراسات في التصوف
Издатель
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Жанры
وحكى العطار عن فتح الموصلي أنه كان يبكي كثيرا حتى جرى الدم من عينيه، فسئل: لماذا هذا البكاء الشديد؟
قال: خوفا من الله (١).
ومثل ذلك نقل عنه ابن الملقن أيضا حكاية عن أبي إسماعيل أنه قال:
" دخلت عليه يوما، وقد مدّ كفّه يبكي، حتى رأيت الدموع من بين أصحابه تتحدر، فدنوت منه لأنظر إليه، فإذا دموعه قد خالطها صفرة، فقلت: بالله يا فتح، بكيت الدم؟
فقال: نعم، ولولا أنك حلفتني بالله ما أخبرتك، فقلت: على ماذا بكيت الدموع ثم الدم؟
فقال: بكيت الدموع على تخلفي عن واجب حق الله، وبكيت الدم بعد الدموع حزنا ألا تكون قد صحت لي توبتي (٢).
وقال عماد الدين الأموي:
" حكي أن الحسن البصري أقام ثلاثين سنة لم يضحك ".
وقيل: " إن عطاء السلمي لم يضحك أربعين سنة، وهذا كان حال سائر عباد البصرة غلبت عليهم المخاوف فكان حالهم الحزن " (٣).
وقد عدّ المتصوفة الحزن الدائم وعدم الضحك من علائم الخشية والتقوى مع أن رسول الله ﷺ وهو أتقى العالمين وأخشاهم لله - كان يضحك ويبستم، وقد روى عن عبد الله بن الحارث أنه قال:
" ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله ﷺ " (٤).
_________
(١) تذكرة الأولياء للعطار ص ١٥٧.
(٢) طبقات الأولياء لأبن الملقن ص ٢٧٩.
(٣) حياة القلوب في كيفية الوصول إلى المحبوب لعماد الدين الأموي ص ١٥ بهامش قوت القلوب لأبي طالب المكي ط دار صادر بيروت.
(٤) رواه الترمذي.
1 / 57