Борьба с атеистами до глубины
صراع مع الملاحدة حتى العظم
Издатель
دار القلم
Номер издания
الخامسة
Год публикации
١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م
Место издания
دمشق
Жанры
رسلهم، ومعلوم أن تحقيق نماذج من الجزاء المعجل لا بد أن يلفت الانتباه إلى قانون الجزاء بوجه عام، ولا بد أن ينبه أيضًا على أن ما لم يتحقق منه في ظروف هذه الحياة الدنيا سيتحقق حتمًا في ظروف حياة أخرى.
وقد دل على هذا قول الله تعالى في هذا النص من سورة (الدخان):
﴿أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ﴾
أي: كان إهلاك الله لهم على صورة فيها تعذيب عام بسبب أنهم كانوا مجرمين.
وأما العنصر الثاني فقد جاءت معالجته بلفت النظر إلى أن مقتضيات حكمة الخالق تقضي بأنه من غير الممكن أن تكون هذه الحياة الدنيا هي نهاية قصة وجود الإنسان، وذلك لأنه لو كانت حياته هذه هي كامل قصة وجوده ونهايتها لكان خلقه ضربًا من اللعب تنزَّه الخالق عنه، ولما كان هذا أمرًا مستحيلًا عقلًا كان لا بد من وجود حياة أخرى تستكمل فيها وقائع قصته، وفق مقتضيات الحكمة العظيمة التي تتناسب مع صفات الخالق العظيم، وهذا ما نبه عليه قول الله تعالى في هذا النص أيضًا:
﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَآ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلَاكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ .
حينما نتساءل عن هذا الحق يأتينا الجواب القرآني، فيوضح لنا أن الغاية هي ابتلاء الإنسان في الحياة الدنيا، وبعد الامتحان يأتي الجزاء في الحياة الأخرى.
فمن النصوص التي أعلنت هذه الحقيقة قول الله تعالى في سورة (الملك/٦٧ مصحف/٧٧ نزول):
﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾
1 / 179