Борьба с атеистами до глубины
صراع مع الملاحدة حتى العظم
Издатель
دار القلم
Номер издания
الخامسة
Год публикации
١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م
Место издания
دمشق
Жанры
من كل احتمال من الاحتمالات الممكنة التي تجعل النتيجة التي تصل إلهيا راجعة إلى محض المصادفة.
٣- أسهب الكاتب في الأمثلة العلمية عن طريق الكيمياء، ليكشف أن سلوك أي جزء من أجزاء المادة مهما صغر، لا يمكن أن يكون سلوكًا عشوائيًا ناجمًا عن المصادفة، بل كل شيء يسير وفق قانون يهيمن على سلوكه.
٤- ثم قال الكاتب: "فهل يتصور عاقل أو يفكر أو يعتقد أن المادة المجردة من العقل والحكمة قد أوجدت نفسها بنفسها بمحض المصادفة؟ أو أنها هي التي أوجدت هذا النظام وتلك القوانين ثم فرضتها على نفسها؟
لا شك أن الجواب سيكون سلبيًا.
وتدلنا الكيمياء على أن بعض المواد في سبيل الزوال والفناء، ولكن بعضها يسير نحو الفناء بسرعة كبيرة، والآخر بسرعة ضئيلة، وعلى ذلك فإن المادة ليست أبدية، ومعنى ذلك أيضًا أنها ليست أزلية، إذ إن لها بداية.
وتدل الشواهد من الكيمياء وغيرها من العلوم على أن بداية المادة لم تكن بطيئة ولا تدريجية، بل وجدت بصورة فجائية.
وتستطيع العلوم أن تحدد لنا الوقت الذي نشأت فيه المواد، وعلى ذلك فإن هذا العالم المادي لا بد أن يكون مخلوقًا، وهو منذ أن خُلق يخضع لقوانين وسنن كونية محددة، ليس لعنصر المصادفة بينها مكان.
فإذا كان هذا العالم المادي عاجزًا عن أن يخلق نفسه، أو يحدد القوانين التي يخضع لها فلا بد أن يكون الخلق قد تم بقدرة كائن غير مادي، متصف بالعلم والحكمة".
وهكذا العلماء المنصفون، فما أروع العالم حينما يدفعه علمه وحياده وإنصافه إلى الاعتراف بالحقيقة، ولو كانت تخالف هواه وتشهياته، أو تحد من حريته، أو تلزمه بأن يتواضع ولا يستكبر!
وما أبعد الملحدين عن مثل هذا الموقف الكريم!
1 / 119