160

Остановка соблазна: критическое исследование подозрений подстрекателей и испытаний Джамала и Сиффина по методологии мухаддисов

وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

Издатель

دار عمار للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Место издания

عمان - المملكة الأردنية الهاشمية

Жанры

عائشة زوجته في الآخرة، وأنّ طلحة والزّبير شهيدان لو كان في خروجهم معصية لله، أو كان في خروجهم دغل أو غشّ أو خروج على الخليفة؟!
وهذا يدلّك على سلامة نيّة الصّحابة في الخروج، وأنّهم لم يخرجوا لدنيا يصيبونها، وحسبهم قول النَّبيِّ ﷺ: " إنّما الأعمال بالنّيّات، وإنّما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ... " (^١) وحسبهم قوله ﷺ: " عجبًا لأمر المؤمن إنَّ أمره كلّه خير وليس ذاك إلاّ للمؤمن " (^٢).
ندم عائشة ﵂ على خروجها ودلالته
وقد ندمت عائشة ﵂ على خروجها، أخرج الحاكم عن هشام وقيس عن عائشة، قالت: " وددتُ أنّي كنت ثكلت عشرة مثل الحارث بن هشام، وأنّي لم أَسِرْ مسيري مع ابن الزّبير " (^٣) وندمها ﵂ يَدُلُّ على أنّ خطأها في الاجتهاد من الخطأ المغفور المأجور!
ولمّا سُئلت عائشة ﵂ عن خروجها برّرت واعتذرت، فقد أخرج ابن أبي شيبة بسند حسن عن عبيد بن سعد، عن عائشة، أنّها سُئلت عن مسيرها، فقالت: " كان قدرًا " (^٤) ومن لم يَسَعْهُ ذلك فليَسَعْهُ قولُ الله تعالى: ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ... (٥٤)﴾ [الأعراف] فمن بقي له شيء بعد ذلك عند الله فليطلبه!
وقد لَفَتَ انتباهي أنّ عائشة ﵂ لها مع الجمل حكايتان: الأولى يوم خرجت مع النَّبيِّ ﷺ في غزوة غزاها، فنزلت عن الجمل فَمَشَتْ حتّى جاوزت الجيش، فلمّا

(^١) البخاري " صحيح البخاري " (م ٤/ج ٨/ص ٥٩) كتاب الحيل.
(^٢) مسلم "صحيح مسلم بشرح النّووي " (م ٩/ج ١٨/ص ١٢٥) كتاب الزّهد.
(^٣) الحاكم " المستدرك " (ج ٣/ ص ١١٩) كتاب معرفة الصّحابة، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
(^٤) ابن أبي شيبة " مصنّف ابن أبي شيبة " (ج ١٥/ ص ٢٨١/ رقم ١٩٦٦٥) كتاب الجمل.

1 / 161