153

Остановка соблазна: критическое исследование подозрений подстрекателей и испытаний Джамала и Сиффина по методологии мухаддисов

وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

Издатель

دار عمار للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Место издания

عمان - المملكة الأردنية الهاشمية

Жанры

عليّ ﵁ فالمعنى اتّباع حكم الله في طاعة الخليفة، وليس في الحديث دعوة للخروج مع عليّ ﵁ لمقاتلة أحد.
وأخرج عن الحكم عن أبي وائل قال: " قام عمّار على منبر الكوفة فذكر عائشةَ، وذكر مسيرها، وقال: إنّها زوجةُ نبيّكم ﷺ في الدّنيا والآخرة، ولكنّها ممّا ابتُليتُم " (^١).
ومراد عمّار ﵁ أنّ الحقّ مع عليّ ﵁، وأنّ عائشة ﵂ مخطئة في خروجها واجتهادها، ومع ذلك ما بَدَّلتْ وما خرجت عن الإسلام بما يجعلها تفارق النَّبيَّ ﷺ، ويمنعها من أن تكون زوجته ﷺ في الدّنيا والآخرة، وما كان عمّار ليشهد لها أنّها زوجة النَّبيِّ ﷺ في الآخرة إلاّ لشيء سمعه أو علمه، فضلًا عن علمه بحسن نيّتها، وأنّها متأوّلة مجتهدة مصيبة لأجر الاجتهاد، وأنّ خروجها ابتلاء من الله تعالى، وأنّ العبد يبتلى على قَدْر دينه.
وهذا القول من عمّار وشهادته بالفضل لعائشة ﵂ واعتذاره عنها، وعدم بخسها حقّها يدلّ على علمه وورعه وتقواه وإنصافه لعائشة ﵂ وتحرّيه الحقّ قولًا وعملًا؛ فمع أنّه كان يدعو لعليّ إلاّ أنّ ذلك لم يمنعه من التّحدّث بمنقبة عائشة ﵂، وفي ذلك مدّكر لمن أراد أن يدّكر؛ فهذا يكشف عن معادن أصحاب رسول الله ﷺ الخيّرة، فقد قال النَّبيُّ ﷺ:
" النّاسُ معادنُ كمعادِنِ الفضّة والذّهب، خِيَارُهُم في الجاهليّة خِيارُهُم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنودٌ مُجنّدةٌ، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف " (^٢).
أمّا مَنْ يتعلّل بما رواه البخاري عن عمرو أنّه سمع أبا وائل يقول: " دخل أبو موسى وأبو مسعود على عمّار حيث بعثه عليّ إلى أهل الكوفة يستنفرهم " (^٣) ويظنّ أنّ عليًا - رضي الله

(^١) البخاري " صحيح البخاري" (م ٤/ج ٨/ ٩٧) كتاب الفتن.
(^٢) مسلم بسنده إلى يزيد بن الأصمّ عن أبي هريرة بحديث يرفعه " صحيح مسلم بشرح النّوويّ " (م ٨/ج ١٦/ص ١٨٥) كتاب البرّ والصّلة والأدب.
(^٣) البخاري " الصحيح " (م ٤/ج ٨/ ص ٩٨) كتاب الفتن.

1 / 154