155

Высказывания Умара ибн Абдуль Азиза о вере

الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة

Издатель

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Номер издания

الأولى ١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

المظالم التي كانت قد أخذت، حتى إنه كان يرد المظلمة بدون شهود إذا تأكد من وجودها، كما تنازل عن فدك لأهل بيت النبي ﷺ، وخرج عن كل الإقطاعات والصفايا وردها إلى بيت المال، وكان يتدرج في هذه الأمور كلها فقد سأله ابنه البار "عبد الملك": لماذا لا يمضى لما يريد من العدل؟ فأجابه عمر: يا بني إنما أُروِّض الناس رياضة الصعب، إني لأريد أن أحيي الأمور من العدل، فأوخر ذلك حتى أخرج معه طمعا من طمع الدنيا، فينفروا لهذه ويسكنوا لهذه. وكان يؤلف الناس بالعطايا حتى يقبلوا الحق الذي يريده منهم، فعن هشام بن عبد الملك قال: قال عمر بن عبد العزيز: ما طاوعني الناس على ما أردت من الحق حتى بسطت لهم من الدنيا شيئًا١. والتدرج في الأمور من سنن الله تعالى ثم إنه من سنن رسله عليهم الصلاة والسلام واستعماله هذا التدرج يُعَدُّ من عمق فقهه لكتاب الله وسنة رسوله ﷺ وحسن خلقه وإخلاصه ﵀. ٢- ومن فضائله رحمه الله تعالى ما ذكره بعض أهل العلم من أنه هو المجدد للقرن الأول، وهو المقصود بحديث رسول الله ﷺ: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها" ٢.

١ ابن الجوزي سيرة عمر ص١٣٦- ١٣٧. ٢ سنن أبي داود ٤/٤٨٠، والحاكم في المستدرك ٤/٥٢٢-٥٢٣ وصححه ووافقه الذهبي، وصحح الحديث الشيخ ناصر الدين الألباني. انظر صحيح سنن أبي داود ٣/٨٠٩.

1 / 176