Statement of the Creed of Ahl al-Sunnah wa’l-Jama‘ah and the Obligation to Follow It in Light of the Qur'an and Sunnah
بيان عقيدة أهل السنة والجماعة ولزوم اتباعها في ضوء الكتاب والسنة
Издатель
مطبعة سفير
Место издания
الرياض
Жанры
١١ - الجنة والنار، يجب الاعتقاد بأن الجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان، والجنة دار أوليائه، والنار دار أعدائه، وأهل الجنة فيها مخلدون وأهل النَّار من الكفار مخلدون، والجنة والنار موجودتان الآن، وقد رآهما رسول الله ﷺ في صلاة الكسوف، وليلة المعراج، وقد ثبت في الحديث الصحيح أن الموت يُجاء به في صورة كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار ويُذبح ويُقال: «يا أهل الجنة خلودٌ فلا موت ويا أهل النار خلودٌ فلا موت» (١).
الأصل السادس: الإيمان بالقدر خيره وشره:
ويتضمن الإيمان بأمور أربعة:
١ - الإيمان بأنَّ الله تعالى علم أحوالَ عباده، وأرزاقَهم، وآجالهم، وأعمالهم، وما كان ويكون، لا يخفى عليه شيء: ﴿إِنَّ الله بِكُلِّ شَيْءٍ
عَلِيمٌ) (٢)، ﴿لِتَعْلَمُوا أَنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ الله قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾ (٣).
٢ - كتابتهُ ﷿ لكل المقادير (٤)، قال ﷿: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ
_________
(١) انظر: صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار، برقم ٦٥٤٨، وصحيح مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء، برقم ٢٨٤٩، ٢٨٥٠.
(٢) سورة العنكبوت، الآية: ٦٢.
(٣) سورة الطلاق، الآية: ١٢.
(٤) الإيمان بكتابة المقادير يدخل فيه خمسة تقادير:
١ - التقدير الشامل لجميع المخلوقات، بمعنى أن الله ﷿: علمها، وكتبها، وشاءها، وخلقها، وهذه مراتب القدر الأربع.
٢ - كتابة الميثاق، لقوله تعالى: ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا﴾.
٣ - التقدير العُمُري: تقدير رزق العبد، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد في بطن أمه بنهاية الشهر الرابع.
٤ - التقدير السنوي؛ فإنه يكتب في ليلة القدر ما هو كائن في السنة: من الخير، والشر، والأرزاق.
٥ - التقدير اليومي، لقوله ﷿: ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾ فيغفر ذنبًا، ويفرج كربًا، ويرفع قومًا، ويضع آخرين. وهذا التقدير اليومي تفصيل من التقدير الحولي، والحولي تفصيل من التقدير العُمري عند نفخ الروح في الجنين في بطن أمه، والعُمري تفصيل من التقدير العُمري الأول يوم الميثاق، وهو تفصيل من التقدير الذي خطه القلم في الإمام المبين.
انظر: معارج القبول، لحافظ ابن أحمد الحكمي، ٣/ ٩٢٨ - ٩٤٠.
1 / 27